نكون حذرين فلا نصدّق كلّ ما يُقال ويّلفّق حول هذه الجماعة أو تلك لأنّ كلامهم يلقى هوى في نفوسنا ، أو لأنّنا لا نحبّ تلك الجماعة ، فهذا لا يجوز حتّى بالنسبة إلى عدوّنا إلّا إذا كانت التهمة ثابتة وصحيحة وإلّا فإنّنا سنتورّط في الجهالة فنصبح على ما فعلنا نادمين.
فهناك العشرات من الكتب تسود بين الفينة والأخرى ، وتنشر بين المسلمين ، وتحاول إثارة الفتن ، ولذلك يجدر بنا أن نكون في مستوى التحدّي والتصدّي لها ، وأن نتبع هدى القرآن ، ونعتصم بالله تعالى وبرسوله وبالقيادة الإسلامية التي تنتهج نهج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وتتقي الله حقّ تقاته ، علماً أنّ التقوى لا يمكن أن تجدي نفعاً إلّا إذا استمرّت في نفس الإنسان حتّى الممات ، فالقرآن الكريم يقول : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ) (١).
فالتقوى يجب أن تشمل جميع مرافق الحياة ، ولذلك يأمرنا القرآن بالاعتصام بحبل الله وهو ( التّقوى ) ومن يجسّد القرآن في الواقع : (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) (٢) ، فالهداية هي رأس كلّ خير ، وقمّة كلّ فضيلة.
ومن أجل أن نحافظ على الوحدة لابدّ أن يقوم كلّ واحد منّا بدور
__________________
١ ـ آل عمران (٣) : ١٠٢.
٢ ـ آل عمران (٣) : ١٠٣.