كتاب الله وعترتي أهل بيتي ... (١).
إنّ الله وعجل الله تعالى فرجه هو الذي أنزل الآيات ، وبعث الرسول ؛ فهو بالتالي المحور الذي يلتفّ حوله ، وعندما يذكّرنا القرآن بضرورة الاعتصام بحبل الله فإنّ هذا يعني التمسّك بكتاب الله ، واتّباع رسوله.
ومن أركان الوحدة الاستقامة والثبات على المبدأ ، وإلّا فإنّنا سوف لا نستطيع أن نبني كياناً مستقلاً موحّداً ، كما أنّ الآخرين سوف لا يعود بإمكانهم أن يعتمدوا علينا ، لأنّنا في هذه الحالة سنتحوّل إلى أشخاص مهزوزين ، ففي لحظة واحدة من الممكن أن ننقلّب على أعقابنا ، وهذا ما يهدّد الوحدة الإسلامية.
ولذلك نرى أنّ السياق القرآني الكريم يذكرنا عند حديثه عن الوحدة بهذه الحقيقة فيقول : (أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) (٢).
فالاستقامة هي التي تجعل عاقبة الإنسان إلى خير ، وهي التي تجعله لا يخشى الموت ، كما يقول الإمام علي عليه السلام : والله ما يبالي ابن أبي
__________________
١ ـ بحار الأنوار ٢ : ١٠٠ ، وحديث الثقلين من الأحاديث المتواترة بين الفريقين على اختلاف لفظه نذكر بعض المصادر عن طريق أهل السنة :
مسند أحمد ٣ : ١٤ وج٤ ، ص٣٧١ ، المستدرك على الصحيحين ٣ : ١٤٨ ، مجمع الزوائد ٩ : ١٦٣ ، المصنف لابن أبي شيبة ٧ : ١٧٦ ، كتاب السنة لعمرو بن أبي عاصم : ٦٢٩ ، الحديث١٥٥١ و ١٥٥٤ ، مسند أبي يعلي ٢ : ٠٣٣ الحديث١٠٢٧ ، المعجم الأوسط للطبراني ٣ : ٣٧٤ ، وج٤ ، ص٣٣ ، المعجم الصغير للطبراني ١ : ١٣١ وج٥ ، ص١٥٤ وص١٦٦ و ١٧٠ و ١٨٦ ، الفوائد المنتقاة : ٧٤ ، كنز العمال ١ : ١٧٨ و ...
٢ ـ آل عمران (٣) : ١٠٢.