بيننا حجب لابدّ أن نمتلك الشّجاعة الكافية من أجل اختراقها وإلّا فإنّ كلّ واحد منّا سيعيش فرداً.
إنّ الإنانيّات والذاتيّات والعصبيّات ليست من الإسلام ، فلا يمكن أن يغنينا عن الله شيئاً أن ننتمي إلى الحزب أو التنظيم الفلاني ، بل إنّ بالسعي ، والفرق بين من يسعى وبين من يتمنّى يكمن في الإعداد لساعة المواجهة ، ومن أبرز أنواع الإعداد تركيز الجهود وتكثيفها من خلال الوحدة.
إنّ الوحدة تمثّل بناءً متكاملاً لابدّ أن نبنيه لبنةً بعد أُخرى ، ومن أهمّ واجباتنا اليوم ، وأقربها إلينا تجاوز الحجب والحواجز والعقبات التي وضعها الشيطان وحلفاؤه من الإنس بيننا وبين الأقربين إلينا في العقيدة ، فلنحاول أن نتجاوز هذه الحجب والعقبات لنشيد شيئاً فشيئاً صرح الوحدة الذي سيمكننا بالتأكيد من مواجهة الطغاة وعملائهم ومقاومتهم والقضاء عليهم ذلك لأنّ الوحدة هي سرّ قوتنا واقتدارنا ، ومن دونها نصبح عاجزين عن أداء أيّ عمل مهم.
ثمّة حقيقة لابدّ من الإشارة إليها ، وهي أنّ سنن الله تبارك وتعالى شاملة وعامة لا تختلف من زمان لآخر ، ولا من إنسان لآخر ، وآيات القرآن الكريم لا تخلو من تفسير وتذكير بهذه السنن ، لذا يجدر بالإنسان أن يستوحي من القرآن الحكيم ما يعالج به أوضاعه ، ويشفي أمراضه.
ولا يغيب عنّا أن مثل القرآن كمثل الغيث الذي ينزل من السماء ، حيث كلّ بقعة من بقاع الأرض تمتصّ من هذا الماء قدراً معيناً تستفيد منه بالطريقة