التهم ، وسوء الظن وما إلى ذلك من عوامل الاختلاف والتفرقة منتشرة بيننا ، فلمصلحة من كلّ هذه الاختلافات؟!
إنّنا نرى أنّ كلّ واحد منّا يفسّر الوحدة تفسيراً خاصّاً به ، فنحن نفسّر الوحدة بالتمزّق ، في حين أنّ سنّة الله تبارك وتعالى تفسّر التمزّق والاختلاف بالعذاب الشديد ، وهو القاهر فوق عباده.
وفي آية أخرى يقول سبحانه : ( قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ) (١).
إنّ هناك مسؤولية عظيمة ملقاة على عاتقنا في هذا الطريق ، فمهمّتنا تشبه إلى حدّ كبير مهمّة من يحاول أن يجمع الصخور لكي يمهّد طريقه ، فيما أنّنا عاملون في سبيل الله سبحانه وتعالى فسوف نواجه الصعوبات والعقبات والعراقيل ، فلابدّ ـ إذن ـ من أن نتحلّى برحابة الصدر ، والصبر ، والاستقامة ، والشّجاعة لكي نستطيع تجاوز هذه العقبات بنجاح.
ولتكن أنشطتنا تدور حول محور الدّفاع عن النّفس ، لا الهجوم على الآخرين ، وليكن تحرّكنا إيجابياً ، وتوجّهاتنا إيمانية فإنّنا في هذه الحالة سرعان ما نكتشف أنّنا أقوى من العقبات والعراقيل التي يضعها الأعداء أمامنا ، وحينئذ سوف ننال عند الله الجزاء الأوفى ، ونصبح بين أفراد مجتمعاتنا أُنموذجاً للأناس الناجحين في الحياة.
ولنعلم في هذا المجال أنّ صمودنا ، وعدم التفاتنا إلى كلام الجاهلين ،
__________________
١ ـ الأنعام (٦) : ٦٥.