ما هنالك من قوانين ، إنّ هذا التمزّق السياسي العجيب الذي تعيشه الأُمّة الإسلامية هو سبب رئيسي لتخلّفها ولضياع ثرواتها وخيراتها وهيمنة الأعداء والطامعين عليها.
وعادة ما تنشب الحروب والخلافات بين حكّام هذه الدُّويلات المصطنعة والضحيّة هي مصالح المواطن حيث يقع عليهم التهجير ومصادرة الأموال.
إنّ النداء الإلهي بالوحدة والتعاون موجّه للمؤمنين الصالحين ، فهم الذين يريد الله اتحادهم وتعاونهم على البرّ والتقوى ، وفي تلك الوحدة خير لهم وللبشرية جمعاء لأنّ قوى الحقّ والصّلاح إذا اجتمعت وتكاتفت كانت أقدر على نشر الهدى والخير وبسط العدل ومكافحة الشرّ والظلّم.
ولذلك يوجّه الله سبحانه وتعالى دعوى إلى التعاون للمؤمنين كما في الآيات الأولى من سورة المائدة ، يقول تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ اللّهِ وَلاَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ) إلى أن يقول سبحانه : (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (١).
ويقول تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ * وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا) (٢).
إذاً فالوحدة المطلوبة من قبل الله سبحانه هي وحدة المؤمنين مع بعضهم البعض ، فأمّا الكافرون والظّالمون فإنّ اتحادهم ليس في صالح البشرية لأنّ
__________________
١ ـ المائدة (٥) : ٢.
٢ ـ آل عمران (٣) : ١٠٢ ـ ١٠٣.