ونادى يا ويله ما لقي من الثبور (١).
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم : هجر المسلم أخاه كسفك دمه (٢).
وفي وصيته لأبي ذر يقول صلى الله عليه وآله وسلم : يا أبا ذر إيّاك وهجران أخيك فإنّ العمل لا يُتقبّل مع الهجران (٣).
وعن الإمام الرضا عن آبائه عليه السلام ، في أوّل ليلة من شهر رمضان يغل المردة من الشياطين ويغفر في كلّ ليلة لسبعين ألفاً فإذا كان في ليلة القدر غفر الله بمثل ما غفر في رجب وشعبان وشهر رمضان إلى ذلك اليوم إلّا رجل بينه وبين أخيه شحناء فيقول الله عجل الله تعالى فرجه : انظروا هؤلاء حتّى يصطلحوا (٤).
وكما تنطبق هذه الأحاديث على حالة المقاطعة والهجر بين الأفراد المؤمنين فهي أشدّ انطباقاً على الجماعات المؤمنة ، فلا يصحّ أن يكون هناك إعراض وتجاهل ومقاطعة بين الجماعات المؤمنة.
ينخدع البعض منّا بالمكاسب العاجلة والمحدودة التي قد يجنيها بصراعه واختلافه مع إخوانه المؤمنين بأن يستشعر الانتصار لذاته ، يعبأ حوله أنصاره ، وينال بعض المكاسب الآنية ، أو يفرض رأيه في السّاحة أو ما أشبه ذلك.
ولكنّا لو راجعنا التعاليم الإسلامية وقرأنا النّصوص الواردة عن قادتنا
__________________
١ ـ المصدر السابق : ٣٤٦ ، باب الهجرة الحديث ٧.
٢ ـ كنز العمال ٩ : ٣٢ ، الحديث٢٤٧٨٩.
٣ ـ وسائل الشيعة ١٢ : ٢٦٤ ، الحديث١٦٢٦٢.
٤ ـ عيون أخبار الرضا عليه السلام ١ : ٧٦.