يحدّد الإمام الصادق عليه السلام سببين لهذا المرض السيّئ فيقول : لا يخاصم إلّا رجل ليس له ورع أو رجل شاك (١).
فحينما يفقد الإنسان ( الورع ) ويعيش حالة اللاهتمام اتجّاه المعاصي والذنوب فإنّه يتجّرأ على مخاصمة الآخرين والنزاع معهم.
وحينما يُبتلى بسوء الظّنّ والتشكيك في نوايا الآخرين وأعمالهم ومواقفهم فإنّه يندفع للخصام والعداوة.
إنّ الخصومات تضعف دين الإنسان وتقلّل انتاجيته وفعاليته وتكرّس في نفسه الشّكوك واللاثقة بالآخرين.
يقول الإمام محمّد الباقر عليه السلام : الخصومة تمحق الدين وتحبط العمل وتورث الشّك (٢).
وإذا كانت المصالح الدنيوية الضيّقة توقع الإنسان في الخصومات والأحقاد فإنّ رحابة الدين وسماحته لا تسمح للمتديّنين بأن يخاصموا في دينهم هؤلاء الذين يجعلون اعتقادهم بفكرة دينية أو اقتناعهم بعمل ديني سبباً لمخاصمة الآخرين وعداوتهم بدلاً من السعي للحوار معهم ودعوتهم بالحكمة والموعظة الحسنة ، هؤلاء بعيدون عن روح الدين ومخالفون لأخلاقه الكريمة.
ثالثاً : تستهلك الخلافات والصّراعات الداخلية قسطاً لا بأس به من اهتمام وجهود العاملين في الوقت الذي تشتدّ فيه الحاجة إلى كلّ ذرّة من الجهد
__________________
١ ـ التوحيد للشيخ الصدوق : ٤٥٨ ، الحديث٢٣ ، باب النهي عن الكلام والجدال والمراء في اللهU.
٢ ـ المصدر السابق : الحديث٢١.