لأخلاق الإسلام وقيمه وتعاليمه ، فإذا ما رأوهم يتنازعون ويتسابقون في إبداء عيوب بعضهم البعض وكشف نقاط ضعفهم فإنّ ذلك سيضعف احترامهم في أعين الناس وتقلّل نسبة التجاوب مع أطروحاتهم ومشاريعهم.
كما سيكون ذلك فرصة مناسبة لدعايات العدو المشترك وإشاعاته ضد الإسلام والعاملين من أجله.
إنّ الإسلام هو الدّين الحقّ وهو العقيدة الصّائبة التي ينبغي أن يؤمن بها الإنسان ليرضي خالقه ويسعد حياته في الدّارين ، ولكنّ الله تعالى يريد للإنسان أن يعتنق الحقّ ويلتزم الصّواب بمليء حرّيته واختياره ، عن طريق استخدام عقله ، والتأمّل فيما حوله ، لا أن يُجبر على الإيمان ، أو يُفرض عليه الدّين قهراً ، فذلك يتنافى مع إنسانية الإنسان ، وصفاته التي ميّزه الله بها.
ولو أراد الله تعالى قسر الإنسان على الإيمان في هذه الحياة الخلقه على هيئة الملائكة ولسلب منه حرّيّة الإرادة والاختيار ، ولكنّه شاءت حكمته أن يكون الإنسان حرّاً مختاراً ، يستخدم عقله ، ويمارس إرادته ، وينتخب طريقه. أمّا الأنبياء فيقتصر دورهم على التذكير والتوجيه ، وليست لهم صلاحية الإكراه والجبر وهذا ما تؤكّد عليه آيات عديدة في القرآن الحكيم يقول تعالى : (فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ * لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ) (١).
(وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ) (٢).
__________________
١ ـ الغاشية (٨٨) : ٢١ ـ ٢٢.
٢ ـ ق (٥٠) : ٤٥.