أو ١٠% أو ٥٠% أو ٩٠% وهكذا.
من هنا يربّي الإسلام أبناءه على خلق التسامح واحترام الرأي والبحث عن الحقّ واستماع القول لاتباع أحسنه ، ويحذّرهم من التعصّب المقيت وادعاء الحقّ المطلق.
سئل الإمام جعفر الصادق عليه السلام : ما أدنى ما يكون به العبد كافراً؟ قال : أن يبتدع به شيئاً فيتولّى عليه ويتبرأ ممن خالفه (١).
وفي نصّ آخر قال عليه السلام : أن يقول لهذه الحصاة إنّها نواة ويبرئ ممّن خالفه على ذلك (٢).
وعن الإمام علي عليه السلام : أدنى ما يكون به كافراً أن يتديّن بشيء فيزعم أنّ الله أمره به ممّا نهى الله عنه ثمّ ينصبه ديناً فيتبرّأ ويتولّى ويزعم أنّه يعبد الله الذي أمره به (٣).
وعن أبي العباس قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام عن أدنى ما يكون به الإنسان مشركاً قال : فقال : من ابتدع رأياً فأحبّ عليه أو أبغض عليه (٤).
في عصور الإسلام الأولى كان التسامح واحترام الرأي هو الخلق الاجتماعي السّائد الذي ينظّم حرّيّة الفكر ، ولكن بعد بروز الانحراف السيّاسي في حياة المسلمين ، وضعف الالتزام بمبادئ الإسلام وأخلاقه وتعاليمه وخاصّة
__________________
١ ـ معاني الأخبار : ٣٩٣ الحديث٤٣ باب نوادر المعاني.
٢ ـ المصدر السابق ، الحديث٤٤.
٣ ـ كتاب سليم بن قيس الهلالي : ١٧٧.
٤ ـ الكافي٢ : ٣٩٧ ، الحديث٢ باب الشرك.