المذاهب الإسلامية
ولم يكن الإسلام بمنأى عن هذه الظاهرة ، بل حدث له ما يحدث لكلّ الأديان والمبادئ من انقسام أتباعه إلى عدّة مذاهب ومدارس وفرق.
ويروي بعض أصحاب الحديث عن رسول الإسلام محمّد صلى الله عليه وآله وسلم أنّه كان يتوقّع حصول هذه الفرق والانقسامات في أمّته وفقاً لما حصل للأديان السّماوية السّابقة كاليهوديّة والمسيحيّة والمجوسيّة.
حيث يروى عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال : افترقت اليهود على إحدى أو اثنين وسبعين فرقة وافترقت النصارى على إحدى أو اثنين وسبعين فرقة وتفترق أمّتي على ثلاث وسبعين فرقة (١).
وقد ورد هذا الحديث بصورة مختلفة في أغلب مصادر الحديث عن فرق المسلمين (٢) ، وناقش العديد من العلماء مدى صحّة الحديث من حيث سنده ومن حيث انطباقه على الواقع الخارجي يقول العلامة الشيخ جعفر السبحاني :
وعلى كل تقدير فيجب إمعان النظر في المراد منه على فرض صحّة سنده والظاهر من الحديث أنّ أمّته تفترق إلى تلك الفرق الهائلة حقيقة غير أنّ
__________________
١ ـ المستدرك على الصحيحين ١ : ١٢٨.
٢ ـ السنن الكبرى للبيهقي ١٠ : ٢٠٨ ومسند أحمد بن حنبل ٢ : ٣٣٢ وسنن ابن ماجة ٢ : ١٣٢٢ الحديث ٣٩٩٢ وعن طرق الشيعة في كتاب سليم بن قيس : ٣٣٢ وأمالي الطوسي : ٥٢٣ ..