وَرُوِيَ أَنَّ مَلَكَيِ الْقَبْرِ يَقُولَانِ لِابْنِ آدَمَ : مَنْ رَبُّكَ وَمَا دِينُكَ؟ فَيَقُولُ : اللهُ رَبِّي وَدِينِيَ الْإِسْلَامُ وَنَبِيِّي مُحَمَّدٌ (ص). فَيَقُولَانِ : ثَبَّتَكَ اللهُ فِيمَا يُحِبُّ وَيَرْضَى ، وَهُوَ قَوْلُ اللهِ تَعَالَى : ( يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا ) الْآيَةِ.
وَرُوِيَ عَنْهُ : « أَنَّ الْمُسْلِمَ إِذَا سُئِلَ فِي الْقَبْرِ فَشَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ (ص) فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى : ( يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا ) الْآيَةَ (١).
قوله : ( فَانْفِرُوا ثُباتٍ ) [ ٤ / ٧١ ] أي جماعات في تفرقة ، واحدها « ثُبَةٌ » ، والأصل ثُبْيَةٌ ، ولذا إذا صغرت قلت « ثُبَيَّاتٍ ». والثَّبَات : عند النزال ، ومنه قوله : ( إِذا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا ) [ ٨ / ٤٥ ] أي دوموا واستقروا ولا تفرقوا. قوله : ( وَتَثْبِيتاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ ) [ ٢ / ٢٦٥ ] أي طمأنينة. وثبت الشيء ثَبَاتاً وثُبُوتاً : دام واستقر. و « الثَّبَتُ » بالتحريك : الحجة. ومنه قوله : « بلا ثَبَتٍ ولا بينة » فالبينة كعطف التفسير له. و « رجل ثَبْتٌ » بإسكان الباء : أي ثَابِتٌ القلب. وثَابِتُ بن مالك بن إمرىء القيس كان خطيبا للنبي (ص) وشهد له بالجنة واستشهد باليمامة.
باب ما أوله الجيم
(جبت)
تكرر في الكتاب والسنة الْجِبْتُ والطاغوت. « الْجِبْتُ » بالكسر فالسكون قيل هو كل معبود سوى الله تعالى ، ويقال الْجِبْتُ السحر ، وقيل الْجِبْتُ والطاغوت الكهنة والشياطين ، وقيل الْجِبْتُ كلمة تقع على الصنم والكاهن والساحر.
__________________
(١) تفسير علي بن إبراهيم ص٣٦٤.