من الْنَّكْتِ بالحصى ، يقال نَكَتَ الأرض بالقضيب : وهو أن يخط بها خطا كالمفكر المهموم.
وَفِي حَدِيثِ وَصْفِ أَهْلِ الْبَيْتِ (ع) مِنْ جُمْلَةِ عُلُومِهِمْ : « نَكْتٌ فِي الْقُلُوبِ وَنَقْرٌ فِي الْأَسْمَاعِ ».
أما النَّكْتُ في القلوب فإلهام وأما النقر في الأسماع فأمر الملك.
وَفِي حَدِيثِ أَبِي أُسَامَةَ » ارْعَوْا قُلُوبَكُمْ بِذِكْرِ اللهِ وَاحْذَرُوا النَّكْتَ فَإِنَّهُ يَأْتِي عَلَى الْقَلْبِ تَارَاتٌ أَوْ سَاعَاتٌ لَا إِيمَانٌ فِيهِ وَلَا كُفْرٌ ، شِبْهَ الْخِرْقَةِ الْبَالِيَةِ وَالْعَظْمِ النَّخِرِ ، يَا أَبَا أُسَامَةَ أَلَيْسَ رُبَّمَا تَفَقَّدْتَ قَلْبَكَ فَلَا تَذْكُرُ بِهِ خَيْراً وَلَا شَرّاً وَلَا تَدْرِي أَيْنَ هُوَ؟ قَالَ : بَلَى إِنَّهُ لَيُصِيبُنِي وَأَرَاهُ يُصِيبُ النَّاسَ. قَالَ : أَجَلْ لَيْسَ يَعْرَى مِنْهُ. قَالَ : فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَاذْكُرِ اللهَ تَعَالَى وَاحْذَرِ النَّكْتَ ».
كأن المراد أن يقع في القلب شيء غير مرضي لله تعالى.
باب ما أوله الواو (وقت)
قوله تعالى : ( إِنَّ الصَّلاةَ كانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً ) [ ٤ / ١٠٣ ] الكتاب كالقتال ، والمراد منه المكتوب ، أي المفروض ، والْمَوْقُوتُ : المحدود بِأَوْقَاتٍ معينة ، يقال وَقَّتَهُ فهو مَوْقُوتٌ : إذا بين للفعل وَقْتاً يفعل فيه. والتَّوْقِيتُ للشيء مثله. قوله : ( وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ ) [ ٧٧ / ١١ ] ووُقِتَتْ مخففة ، وأُقِتَتْ لغة مثل وجوه وأجوه ، أي جمعت لِوَقْتٍ وهي القيامة. قوله : ( إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كانَ مِيقاتاً ) [ ٧٨ / ١٧ ] الْمِيْقَاتُ هو الْوَقْتُ المحدود للفعل ، واستعير للمكان ، ومنه « مَوَاقِيتُ الحج » لمواضع الإحرام يَوْمُ الْفَصْلِ يوم القضاء الذي يفصل الله فيه الحكم بين الخلائق ، ( كانَ مِيقاتاً ) لما وعد من الجزاء والحساب والثواب والعقاب.