باب ما أوله الثاء
(ثلث)
قوله تعالى : ( لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللهَ ثالِثُ ثَلاثَةٍ ) [ ٥ / ٧٣ ] قيل هو رد على النصارى لإثباتهم قدم الأقنوم ـ أعني الأصل ـ وقالوا الأقانيم ثَلَاثَةٌ ، فعبروا عن الذات مع الوجود بأقنوم الأب ، وعن الذات مع العلم بأقنوم الابن ، وعن الذات مع الحياة بأقنوم روح القدس فرد الله عليهم ذلك بقوله : ( لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا ) الآية.
قَوْلُهُ : ( وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا ) [ ٩ / ١١٨ ] قِيلَ هُمْ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ وَمَرَارَةُ بْنُ الرَّبِيعِ وَهِلَالُ بْنُ أُمَيَّةَ خُلِّفُوا عَنْ غَزَاةِ تَبُوكَ ، وَقِيلَ خُلِّفُوا عَنْ قَبُولِ التَّوْبَةِ.
قَالَ الطَّبْرِسِيُّ (ره) : وَفِي قِرَاءَةِ أَهْلِ الْبَيْتِ (ع) خَالَفُوا (١).
قوله : ( وَواعَدْنا مُوسى ثَلاثِينَ لَيْلَةً ) [ ٧ / ١٤٢ ] قيل هي شهر ذي القعدة ( وَأَتْمَمْناها بِعَشْرٍ ) من ذي الحجة. قوله : ( سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ ) [ ١٨ / ٢٢ ] الآية.
قَالَ الشَّيْخُ أَبُو عَلِيِ كَانَ السَّيِّدُ وَالْعَاقِبُ وَأَصْحَابُهُمَا مِنْ نَصَارَى نَجْرَانَ عِنْدَ النَّبِيِّ ، فَجَرَى ذِكْرُ أَهْلِ الْكَهْفِ فَقَالَ السَّيِّدُ كَانُوا ( ثَلَاثَةً رابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ ) وَكَانَ السَّيِّدُ يَعْقُوبِيّاً ، وَقَالَ الْعَاقِبُ كَانُوا خَمْسَةً وَ ( سادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ ) ، وَقَالَ الْمُسْلِمُونَ ( سَبْعَةٌ وَثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ ) ، فَحَقَّقَ اللهُ قَوْلَ الْمُسْلِمِينَ وَصَدَّقَهُمْ بَعْدَ قَوْلِهِ ( رَجْماً بِالْغَيْبِ ).
قال بعضهم : وهذه تسمى واو الثمانية ، وذلك أن العرب يقول اثنين ثَلَاثَةً أربعة خمسة ستة سبعة وثمانية ، لأن العقد كان عندهم سبعة كما هو اليوم عندنا عشرة ، ونظيره قوله تعالى : ( التَّائِبُونَ الْعابِدُونَ الْحامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ
__________________
(١) في تفسير علي بن إبراهيم ص ٢٧٣ : فقال العالم : إنما نزلت وعلى الثلاثة الذين خالفوا لو ( خلّفوا ) لم يكن عليهم عيب.