باب ما أوله الخاء
(خبث)
قوله تعالى : ( وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ ) [ ٢ / ٢٦٧ ] أي الرديء في الصدقة ، وسماه خَبَثاً لأنهم يَسْتَخْبِثُونَهُ. والْخَبِيثُ : ضد الطيب ، يقال خَبُثَ الشيء خَبَثاً ـ من باب قرب ـ وخَبَاثَةً : ضد طاب ، فهو خَبِيثٌ. و « الْخَبِيثَةُ « واحدة الْخَبَائِثِ : ضد الطيبة. قال تعالى : ( وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ ) [ ٧ / ١٥٧ ]. قوله : ( لِيَمِيزَ اللهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ) [ ٨ /٣٧ ] أي ليميز الفريق الْخَبِيثَ من الفريق الطيب ( وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ ) فوق بعض تضييقا عليه ( فَيَرْكُمَهُ ) عبارة عن الجمع والضم حتى يتراكموا كقوله : ( كادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً ) كذا ذكره الشيخ أبو علي. والْخَبِيثُ : النجس ، ويجمع على « خُبُثٍ » أيضا مثل بريد وبرد. و « خُبَثَاءَ » و « أَخْبَاثٌ » مثل شرفاء وأشراف. قوله : الْخَبِيثاتُ لِلْخَبِيثِينَ [ ٢٤ / ٢٦ ] أي الْخَبِيثَاتُ من الكلام لِلْخَبِيثِينَ من الناس.
وَفِي حَدِيثِ الْخَلْوَةِ : « أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخَبِيثِ الْمُخْبِثِ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ » (١).
المراد بِالْخَبِيثِ صاحب الْخَبَثِ في نفسه ، والْمُخْبِثِ الذي أعوانه خُبَثَاءُ ، كما يقال : قوي مقوي ، فالقوي في نفسه والمقوي أن تكون دابته قوية ـ كذا ذكره الهروي. ويقال الْخَبِيثُ الذكر من الشياطين ، والْمُخْبِثُ الذي يُعَلِّمُ الناسَ الْخَبَثَ. وأَخْبَثَ الرجل : إذا ولد أولادا خُبَثَاءَ. وأَخْبَثَ القوم : قال قولا خَبِيثاً.
وَفِي الدُّعَاءِ « أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخَبَثِ وَالْخَبَائِثِ ».
الْخُبُثُ ـ بضم باء ـ جمع خَبِيثٍ والْخَبَائِثُ جمع خَبِيثَةٍ يريد ذكور الشياطين وإناثهم. وقيل الْخَبِيثُ خلاف طيب الفعل
__________________
(١) الكافي ج٣ ص ١٦.