لما فيه من الِانْخِنَاثِ وهو التكسر والتثني ويقال هو من الْخُنْثَى.
وَفِي الْخَبَرِ : « نَهَى عَنْ أَخْنَاثِ الْأَسْقِيَةِ ».
ومعناه أن تثني أفواهها ثم يشرب منها ، ولعل ذلك مخافة أن يكون فيه دابة ، أو لئلا يترشش الماء على الشارب لسعة فم السقاء. وخَنَّثْتُهُ فَتَخَنَّثَ : أي عطفته فتعطف قيل ومنه « الْمُخَنَّثُ ».
باب ما أوله الدال
(دمث)
فِي وَصْفِهِ (ص) « دَمِثٌ لَيْسَ بالجَافِي » (١).
هو بفتح دال وكسر ميم : المكان اللين ، أراد كأن (ص) لين الخلق في سهولة ، من الدَّمْثِ وهو الأرض السهلة الرخوة والرمل الذي ليس بمتلبد ، ومعناه لا يحتقر أصحابه ولا يذلهم. ورِمَالٌ دَمِثَةٌ : أي سهلة لينة.
وَفِي الْحَدِيثِ « أَنَّهُ مَالَ إِلَى دَمْثٍ مِنَ الْأَرْضِ فَبَالَ فِيهِ ».
وذلك لئلا يصيبه من رشاش البول.
(ديث)
فِي الْحَدِيثِ « لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ دَيُّوثٌ لَا يَجِدُ رِيحَ الْجَنَّةِ دَيُّوثٌ. قِيلَ : يَا رَسُولَ اللهِ (ص) وَمَا الدَّيُّوثُ؟ قَالَ : الَّذِي تَزْنِي امْرَأَتُهُ وَهُوَ يَعْلَمُ بِهَا » (٢).
و « الدَّيُّوثُ » من لا غيرة له على أهله ، ومثله الكَشْخَان والقَرْنَان ، ويقال الدَّيُّوثُ هو الذي يدخل الرجل على زوجته ، والقَرْنَان هو الذي يرضى أن يدخل الرجال على بناته ، والْكَشْخَان من يدخل على الأخوات. وعن تغلب لم أرهما ـ يعني القرنان والكشخان ـ في كلام العرب ، ومعناهما عند العامة معنى الدَّيُّوثِ. و « دَاثَ الشيء » من باب باع لان
__________________
(١) مكارم الأخلاق ص ١١.
(٢) سفينة البحار ج ١ ص ٤٧٤.