باب ما أوله الألف
(أجج)
قوله تعالى : ( لَوْ نَشاءُ جَعَلْناهُ أُجاجاً ) [ ٥٦ / ٧٠ ] الْأُجَاجُ : المالح المرّ الشديد الملوحة ، يقال : أَجَ الماء يَؤُجُ أُجُوجاً إذا ملح واشتدت ملوحته. قوله تعالى : ( حَتَّى إِذا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ ) [ ٢١ / ٩٦ ] يهمزان ولا يهمزان ، فمن همزهما جعلهما مشتقين من « أَجَّةِ البحر « وهو شدته وقوته ، ومنه « أَجِيجُ النار » وهو توقدها وحرارتها ، سموا بذلك لشدتهم وكثرتهم. والأكثرون على أنهما اسمان أعجميان غير مشتقين ، فلذلك لا يهمزان ولا يصرفان للعجمة والتعريف.
قِيلَ هُمْ مِنْ أَوْلَادِ آدَمَ عليه السلام وَحَوَّاءَ.
وهو قول أكثر العلماء ، وقِيلَ مِنْ وُلْدِ آدَمَ مِنْ غَيْرِ حَوَّاءَ (١) ، فَيَكُونُونَ إِخْوَانَنَا مِنَ الْأَبِ ، وَقِيلَ هُمْ مِنْ وُلْدِ يَافِثِ بْنِ نُوحٍ.
وعَنِ الضَّحَّاكِ هُمْ مِنَ التُّرْكِ.
وَفِي الْخَبَرِ عَنْهُ عليه السلام : « يَأْجُوجُ أُمَّةٌ لَهَا أَرْبَعُمِائَةِ أَمِيرٍ ، وَكَذَلِكَ مَأْجُوجُ ، لَا يَمُوتُ أَحَدٌ مِنْهُمْ حَتَّى يَنْظُرَ إِلَى أَلْفِ فَارِسٍ مِنْ وُلْدِهِ ، صِنْفٌ مِنْهُمْ طُولُهُ مِائَةٌ وَعِشْرُونَ ذِرَاعاً ، وَصِنْفٌ يَفْتَرِشُ أُذُنَهُ وَيَلْتَحِفُ بِالْأُخْرَى ، لَا يَمُرُّونَ بِفِيلٍ وَلَا خِنْزِيرٍ إِلَّا أَكَلُوهُ ، وَيَأْكُلُونَ مَنْ مَاتَ مِنْهُمْ ، مُقَدَّمُهُمْ بِالشَّامِ وَسَالِفُهُمْ بِخُرَاسَانَ ، يَشْرَبُونَ أَنْهَارَ الْمَشْرِقِ ، وَيَمْنَعُهُمْ اللهُ مِنْ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ وَبَيْتِ الْمَقْدِسِ » (٢).
وَعَنْ عَلِيٍّ (ع) : يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ صِنْفٌ مِنْهُمْ فِي طُولِ شِبْرٍ ، وَصِنْفٌ مِنْهُمْ مُفَرِّطُ الطُّولِ ، لَهُمْ مَخَالِبُ الطَّيْرِ وَأَنْيَابُ
__________________
(١) لما ذكروا أن آدم نام يوما فاحتلم على الأرض واختلط ماؤه بالتّراب فخلق منه يأجوج ومأجوج ـ انظر مجمع البيان ج٣ ص ٤٩٤.
(٢) مجمع البيان ج٣ ص ٤٩٤ مع اختلاف في الألفاظ.