باب ما أوله السين
(سبخ)
« السَّبْخَةُ » بالفتح واحدة السِّبَاخُ. وهي أرض مالحة يعلوها الملوحة ولا تكاد تنبت إلا بعض الأشجار ، يقال سَبِخَتِ الأرض من باب تعب فهي سَبِخَةٌ بكسر الباء ، وإسكانها تخفيف ، ويجمع المكسور على سَبِخَاتٍ مثل كلمة وكلمات والساكن على سِبَاخٍ مثل كلبة وكلاب. وفي المجمع أرض سَبَخَةٌ بفتحات. والتَّسْبِيخُ : التخفيف ، ومنه حَدِيثُ عَلِيٍّ عليه السلام فِي قَوْمِهِ » أَمْهِلْنَا حَتَّى يُسْبِخَ عَنَّا الْحَرُّ » (١).
أي يخف ويسكن شدته. وروي » يُسْبَخَ » على بناء المجهول.
(سلخ)
قوله تعالى : ( فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ ) [ ٩ / ٥ ] أي انقضى وقتها. قوله : ( اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ ) [٣٦ /٣٧ ] أي نخرج منه ذلك إخراجا لا يبقى منه شيء من ضوء النهار. قوله : ( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ ) أي على اليهود ( نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها ) [ ٧ / ١٧٥ ] أي خرج منها بكفره كما ينسلخ الإنسان من ثوبه والحية من جلدها. واختلف في المحكي عنه : فقيل هو حكاية عن أحد علماء بني إسرائيل ، وقيل أمية بن أبي الصلت لما بعث الله محمدا ص حسده وكفر به ، وقيل من الكنعانيين واسمه بلعم بن باعورا أوتي بعض علم الله ودعا على قوم موسى عليه السلام ففعل به ذلك.
وَفِي حَدِيثِ الرِّضَا » أَنَّهُ أُعْطِيَ بَلْعَمُ بْنُ بَاعُورَا الِاسْمَ الْأَعْظَمَ وَكَانَ يَدْعُو بِهِ فَيُسْتَجَابُ لَهُ فَمَالَ إِلَى فِرْعَوْنَ ، فَلَمَّا مَرَّ فِرْعَوْنُ فِي طَلَبِ مُوسَى عليه السلام وَأَصْحَابِهِ قَالَ فِرْعَوْنُ لِبَلْعَمَ : ادْعُ اللهَ عَلَى مُوسَى وَأَصْحَابِهِ لِيَحْبِسَهُ عَنَّا ، فَرَكِبَ
__________________
(١) نهج البلاغة ج ١ ص ٦٥.