إلى بدل أو لا إلى بدل ( نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها ) للعباد ، أي بلآية العمل بها أحوز للثواب أو مثلها في ذلك (١).
قوله : ( إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) [ ٤٥ / ٢٩ ] أي نثبت ما كنتم تعملون ، أو نأخذ نُسْخَتَهُ. نقل أن الملكين يرفعان عمل الإنسان صغيره وكبيره فيثبت الله له ما كان من ثواب أو عقاب ويطرح منه اللغو نحو هلم واذهب وتعال. والنَّسْخُ : الإزالة ، ومنه الْحَدِيثُ « شَهْرُ رَمَضَانَ نَسَخَ كُلَّ صَوْمٍ ».
أي أَزَاله ، يقال نَسَخَتِ الشمس الظل : أي أزالته. و « نَسَخْتُ الكتابَ » من باب نفع وانْتَسَخْتُهُ واسْتَنْسَخْتُهُ أي نقلته. ونَسْخُ الآية بالآية : إزالة حكمها بها ، فالأولى مَنْسُوخَةٌ والثانية نَاسِخَةٌ.
وَفِي الْحَدِيثِ « أَمْرُ النَّبِيِّ ص مِثْلُ الْقُرْآنِ نَاسِخٌ وَمَنْسُوخٌ » قوله نَاسِخٌ هو خبر ثان أو خبر مبتدإ محذوف أي بعضه نَاسِخٌ وبعضه مَنْسُوخٌ.
والنَّسْخُ الشرعي : إزالة ما كان ثابتا من الحكم بنص شرعي ، ويكون في اللفظ وفي الحكم أو في أحدهما سواء فعل كما هو في أكثر الأحكام أو لم يفعل ، وهو في القرآن والحديث النبوي إجماعي من أهل الإسلام ، وآية القبلة والعدة والصدقة والثبات تشهد لذلك ، وقد يُنْسَخُ من الكتاب التلاوة لا الحكم كآية الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالا من الله ، فإن حكمها باق وهو الرجم إذا كانا محصنين ، وبالعكس كآية الصدقة والثبات وهما معا كما فِي الْخَبَرِ الْمَرْوِيِّ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهُ كَانَ فِي الْقُرْآنِ عَشْرُ رَضَعَاتٍ مُحَرِّمَاتٌ وبِالْأَشَقِّ كَعَاشُورَاءَ بِشَهْرِ رَمَضَانَ.
وتَنَاسُخُ الأزمنة والقرون : تتابعها وتداولها ، لأن كل واحد ينسخ حكم ذلك الثبوت ويغيره إلى حكم مختص هو له.
و « التَّنَاسُخُ » الذي أطبق على بطلانه المسلمون هو ما مر في « روح » من تعلق الأرواح إلى آخر ما ذكر هناك.
قال الفخر الرازي نقلا عنه : إن
__________________
(١) مجمع البيان ج ١ ص ١٧٩ ـ ١٨٢.