إِنَّ إِحْدَاكُنَّ تَنْبَحُهَا كِلَابُ الْحَوْأَبِ فِي التَّوَجُّهِ إِلَى قِتَالِ وَصِيِّي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام ، فَشَهِدَ عِنْدَهَا سَبْعُونَ رَجُلاً أَنَّ ذَلِكَ لَيْسَ بِمَاءِ الْحَوْأَبِ ، فَكَانَتْ أَوَّلَ شَهَادَةٍ شُهِدَ بِهَا فِي الْإِسْلَامِ بِالزُّورِ » (١).
باب ما أوله الخاء
(خبب)
فِي الْحَدِيثِ : « لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ خَبٌ خَدَّاعٌ ».
« الخَبُ » بالفتح والتشديد غير مهموز : الخداع ، ومعناه الذي يفسد الناس بالخِدَاع ويمكر ويحتال في الأمر ، يقال « فلان خَبٌ ضَبٌّ » إذا كان فاسدا مفسدا مراوغا ، و « رجل خَبٌ وامرأة خَبَّةٌ » ، وقد تكسر فاؤه ، وأما المصدر فبالكسر لا غير ـ قاله في النهاية. وفي المصباح » الخِبُ » بالكسر : الخداع ، وفعله من خَبَ خَبّاً من باب قتل قتلا. و « رجل خِبٌ » تسمية بالمصدر. قال بعض الشارحين : ومعنى لا يدخلها مع الداخلين من غير بأس بل يصاب منه بالعذاب ويمحص حتى يذهب منه آثار تلك الخصال ، هذا هو السبيل في أمثال هذه الأحاديث ، واقتصار الشارع في مثل هذه المواطن على القول المجمل تحذيرا للمكلفين عما فيه المنقصة في الدين بأبلغ ما يكون من الزجر ، والراسخون في العلم يردونه إلى الصواب. و « خَبَّابُ » بالخاء المعجمة والباءين الموحدتين بينهما ألف » ابْنُ الأَرَتِّ « بالألف والراء المهملة والتاء الفوقانية المشددة ، مات قبل الفتنة ،
تَرَحَّمَ عَلَيْهِ عَلِيٌّ (ع) فَقَالَ : يَرْحَمُ اللهُ خَبَّاباً وَلَقَدْ أَسْلَمَ رَاغِباً وَهَاجَرَ طَائِعاً وَعَاشَ مُجَاهِداً.
و « الأَرَتُّ » من في كلامه رَتَّةٌ ، وهي عجمة
__________________
(١) من لا يحضره الفقيه٣ / ٤٤.