باب ما أوله الذال
(ذاب)
قوله تعالى : ( فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ ) [ ١٢ / ١٧ ] هو حيوان معروف ، يهمز ولا يهمز ، وجمعه القليل « أَذْؤُبٌ » والكثير « ذُؤْبَانٌ ». وفِي الْحَدِيثِ : « مُسِخَ الذِّئْبُ وَكَانَ أَعْرَابِيّاً دَيُّوثاً ».
وفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ (ع) مَعَ الْخَوَارِجِ : « ثُمَّ خَرَجَ إِلَيَّ مِنْكُمْ جُنَيْدٌ مُتَذَائِبٌ [ ضَعِيفٌ ] ( كَأَنَّما يُساقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ )(١).
مُتَذَائِبٌ : أي مضطرب ، من قولهم » تَذَاءَبَتِ الريح « إذا اضطرب هبوبها ، ومنه سمي الذِّئْبُ ذِئْباً لاضطراب مشيته. و « الذُّؤْبَةُ » بالضم : الظفر من الشعر إذا كانت مرسلة ، فإذا كانت ملفوفة فهي عقيصة ، والجمع « الذَّوَائِبُ » قال الجوهري : وكان في الأصل « ذَآئِبَ » لأن الألف التي في ذُؤَابَةٍ كالألف التي في رسالة حقها أن تبدل منها همزة في الجمع ، لكنهم استثقلوا أن يقع ألف الجمع بين الهمزتين فأبدلوا من الأولى واوا. و « الغلام المُذَأَّبُ » الذي له ذُؤَابَةٌ.
وَفِي الْحَدِيثِ : « الشَّيْبُ فِي الذَّوَائِبِ شَجَاعَةٌ ».
و « الْمِذْأَبَةُ » من كل شيء : أعلاه ، ومنه « ذُؤَابَةُ العرش » و « ذُؤَابَةُ الجبل » ثم استعير للعز والشرف ، فيقال « لست من ذَوَائِبِ قريش » أي لست من أشرافهم وذوي أقدارهم. والذُّؤَابَةُ : طرف العمامة والسوط.
وَفِي الْحَدِيثِ : « كَانَ أَبِي يُطَوِّلُ ذَوَائِبَ نَعْلَيْهِ ».
أي أطرافها.
(ذبب)
قوله تعالى : ( لَنْ يَخْلُقُوا ذُباباً ) [ ٢٢ / ٧٣ ] الذُّبَابُ كغراب معروف ، وجمعه في الكثرة « ذِبَابٌ » بالكسر وفي
__________________
(١) نهج البلاغة ج ١ ص ٨٦.