قوله : ( إِنِ ارْتَبْتُمْ ) أي شككتم فلا تدرون لكبر ارتفع الحيض أم لعارض ( فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ ) أي لم يبلغن المحيض من الصغار ( إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ ) أيضا.
وَفِي الْحَدِيثِ : « مَا زَادَ عَلَى شَهْرٍ فَهُوَ رَيْبٌ فَلْتَعْتَدَّ بِثَلَاثَةِ أَشْهُرٍ ».
قوله : ( مِمَّا تَدْعُونا إِلَيْهِ مُرِيبٍ ) [ ١١ / ٦٢ ] أي موقع في الرَّيْبَةِ ، أو ذو رَيْبَةٍ على الإسناد المجازي. قوله : ( إِنَّهُمْ كانُوا فِي شَكٍ مُرِيبٍ ) [٣٤ / ٥٤ ] أي شكيك ، كما قالوا عجب عجيب. قوله : ( ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ ) [ ٢ / ٢ ] الرَّيْبُ مصدر رَابَهُ يَرُوبُهُ : إذا حصل فيه الرَّيْبَةُ ، وحقيقة الرَّيْبَةِ قلق النفس واضطرابها ، والمعنى أنه من وضوح دلالته بحيث لا ينبغي أن يَرْتَابَ فيه ، إذ لا مجال لِلرَّيْبَةِ فيه. والمشهور الوقف على ( فِيهِ ) ، وبعض القراء يقف على ( رَيْبَ ) قاله الطبرسي رحمهالله.
وَفِي الْحَدِيثِ الْمَشْهُورِ : « دَعْ مَا يُرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يُرِيبُكَ ».
يروى بفتح الياء وضمها ، والفتح أكثر ، والمعنى اترك ما فيه شك ورَيْبٌ إلى ما لا شك فيه ولا رَيْبَ ، من قولهم : « دع ذاك إلى ذاك » أي استبدل به. و « الرِّيبَةُ « بالكسر : الاسم من الرَّيْبِ ، وهي التهمة والظنة.
وَفِي حَدِيثِ فَاطِمَةَ (ع) : « يُرِيبُنِي مَا أَرَابَهَا ».
أي يسؤني ما يسؤها ويزعجني ما يزعجها ، من قولهم « رَابَنِي هذا الأمر وأَرَابَنِي » إذا رأيت منه ما يكره. ومنه قَوْلُهُ (ع) : « كَيْ لَا تَسْتَرِيبَ مَوْلَاتُكِ ».
أي كي لا ترى منك ما تكره فتبطش بك.
وَفِي الْحَدِيثِ : « لَا تُقْبَلُ شَهَادَةُ الْمُرِيبِ ».
أي المتهم بالسوء. وفِيهِ « خُذُوا عَلَى يَدِ الْمُرِيبِ ».
أي المتهم بالسوء ولم يتحقق منه حصوله ، أي أعينوه وارفعوا عنه تلك التهمة ، مثل « يا رب خذ بيدي » أي أعني وقوني. وفيه ذكر الْمُسْتَرَابَةِ ، وهي التي لا