باب ما أوله الكاف
( كأد )
فِي حَدِيثِ أَبِي الدَّرْدَاءِ « إِنَّ بَيْنَ أَيْدِينَا عَقَبَةً كَئُوداً ».
أي شاقة المصعد ، وقد تقدم معنى العقبة.
وَفِي وَصْفِهِ تَعَالَى « لَا يَتَكَأَّدُهُ صُنْعُ شَيْءٍ كَانَ ».
أي لا يشق عليه ، يقال تَكَأَّدَنِي وتَكَاءَدَنِي على تفعل وتفاعل : شق علي. ومثله فِي الدُّعَاءِ « لَا يَتَكَاءَدُكَ عَفْوٌ عَنْ مُذْنِبٍ ».
أي لا يصعب عليك ويشق.
( كبد )
قوله تعالى : ( لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ ) [ ٩٠ / ٤ ] أي في نصب وشدة
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَالْحَسَنِ قَالَ : يُكَابِدُ مَصَائِبَ الدُّنْيَا وَشَدَائِدَ الْآخِرَةِ.
وَقَالَ : « ابْنُ آدَمَ لَا يَزَالُ يُكَابِدُ مُرّاً حَتَّى يُفَارِقَ الدُّنْيَا ».
وقيل في شدة خلق من حمله وولادته ورضاعه وفطامه ومعاشه وحياته وموته ـ كذا ذكره الشيخ أبو علي (١)و « الكَبَدُ » بالتحريك : الشدة والمشقة ، من المُكَابَدَة للشيء ، وهي تحمل المشاق في شيء.
وَفِي حَدِيثِ بِلَالٍ « أَذَّنْتُ فِي لَيْلَةٍ بَارِدَةٍ فَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله : مَا لَهُمْ؟ فَقُلْتُ : كَبَدَهُمُ الْبَرْدُ ».
أي شق عليهم وضيق ، أو أصاب أكبادهم ، وذلك أشد ما يكون من البرد لأن الكَبِدَ مورد الحرارة والدم لا يخلص إليها إلا أشد البرد ـ قاله في النهاية.
وَفِي الْحَدِيثِ « إِنَّ الشَّيْطَانَ يُقَارِنُ الشَّمْسَ إِذَا ذَرَّتْ وَإِذَا كَبَّدَتْ وَإِذَا غَرَبَتْ ».
قوله « وإذا كَبَّدَتْ » يعني توسطت في السماء وقت زوالها ، يدل عليه قَوْلُهُ عليه السلام
__________________
(١) مجمع البيان ج ٥ صلى الله عليه وآله ٤٩٣.