باب ما أوله الألف
( أبر )
فِي الْحَدِيثِ « مَنِ ابْتَاعَ نَخْلاً بَعْدَ أَنْ يُؤَبَّرَ فَثَمَرَتُهَا لِلْبَائِعِ ».
التَّأْبِيرُ : تلقيح النخل وإصلاحه ، على ما هو معروف بين غراس النخيل ، يقال أَبَرْتُ النخلةَ أَبْراً من بابي ضرب وقتل : لقحته ، والاسم منه الإِبَارُ بالكسر. وأَبَّرْتُهُ تَأْبِيراً ، مبالغة وتكثير ، ومنه « خَيْرُ الْمَالِ مُهْرَةٌ مَأْمُورَةٌ وَسِكَّةٌ مَأْبُورَةٌ ».
أي ملقحة. ومنه حَدِيثُ عَلِيٍّ عليه السلام فِي الْخَوَارِجِ « لَا بَقِيَ مِنْكُمْ آبِرٌ » (١).
أي رجل يقوم بتأبير النخل وإصلاحه ، فهو اسم فاعل. ويروى « آثر » بالثاء المثلثة أي مخبر. و « الإِبْرَةُ » بالكسر معروفة. وإِبْرَةُ العقرب : شوكتها.
وَفِي الْخَبَرِ « الْمُؤْمِنُ كَالشَّاةِ المَأْبُورَةِ ».
أي التي أَكَلَتِ الإبرةَ في علفها فنشبت في جوفها ، فهي لا تأكل وإن أكلت شيئا لم يتمحد به.
وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ عليه السلام « لَسْتُ بِمَأْبُورٍ فِي دِينِي ».
أي لست بمتهم في ديني.
( أثر )
قوله تعالى : ( فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ ) [ ٢٠ / ٩٦ ] المعنى من أثر فرس الرسول ، رُوِيَ أَنَّ مُوسَى عليه السلام لَمَّا حَلَّ مِيعَادُهُ وَذَهَابُهُ إِلَى الطُّورِ أَرْسَلَ اللهُ جَبْرَئِيلَ رَاكِبَ حَيْزُوم فَرَسِ الْحَيَاةِ لِيَذْهَبَ بِهِ ، فَأَبْصَرَهُ السَّامِرِيُّ فَقَالَ : إِنَّ لِهَذَا شَأْناً ، فَقَبَضَ قَبْضَةً مِنْ مَوْطِئِهِ ، فَلَمَّا سَأَلَهُ مُوسَى عَنْ ذَلِكَ قَالَ ذَلِكَ.
وتوضيح القصة في محالها. قوله : ( « آثَرَكَ اللهُ عَلَيْنا » ) أي فضلك الله علينا ، من قولهم « له عليه إِثْرَةٌ » أي فضل.
__________________
(١) نهج البلاغة ج ١ صلى الله عليه وآله ١٠٢.