ومِنْهُ « وَقِفْ عِنْدَ بَابِ الْحَيْرِ فَقُلْ ».
والحَيْرُ بالفتح مخفف حَائِر ، وهو الحظيرة والموضع الذي يتحير فيه الماء. ومِنْهُ « عَمِلَ لِإِبْرَاهِيمَ عليه السلام حَيْراً وَجَمَعَ فِيهِ الْحَطَبَ ».
وفي الحديث ذكر الحِيرَة بكسر الحاء ، وهي البلد القديم بظهر الكوفة يسكنه النعمان بن المنذر والنسبة إليها حَارِيٌ (١). وفِيهِ أَيْضاً « حَدَّثَنِي قَبْلَ الْحَيْرَةِ بِعَشْرِ سِنِينَ ».
أي قبل الغيبة يعني غيبة الإمام عليه السلام أو موت العسكري عليه السلام.
وَفِي الْخَبَرِ « فَيُجْعَلُ فِي مَحَارَةٍ أَوْ سُكُرُّجَةٍ ».
المَحَارَة هي موضع يجتمع فيه الماء وأصله الصدقة وميمه زائدة.
باب ما أوله الخاء
( خبر )
قوله تعالى : ( وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ) [ ٦٧ / ١٤ ] الْخَبِيرُ : العالم بما كان وما يكون لا يعزب عنه شيء ولا يفوته ، فهو لم يزل خَبِيراً بما يخلق عالما بكنه الأشياء مطلع على حقائقها. ومِنْهُ « بَطَنَ فَخَبَرَ ».
وقد مر في شهد مزيد بحث فيه. والخَبِيرُ من الناس : هو المُسْتَخْبِرُ عن جهل. قوله : ( وَنَبْلُوَا أَخْبارَكُمْ ) [ ٤٧ / ٣١ ] أي نختبرها ، واخْتِبَارُ الله العباد امتحانهم وهو عالم بأحوالهم ، فلا يحتاج أن يختبرهم ليعرفهم ، وتحقيق هذا المجاز أن الله
__________________
(١) في معجم البلدان ج ٢ صلى الله عليه وآله ٣٢٨ : مدينة كانت على ثلاثة أميال من الكوفة على موضع يقال له النجف ... كانت مسكن ملوك العرب في الجاهلية من زمن نصر ثم من لخم النعمان وآبائه ، والنسبة إليها حاري على غير قياس ... وحيرى أيضا على القياس كل قد جاء عنهم.