وعن بعضهم غَيْر اسم مبهم وإنما أعرب للزومه الإضافة ، وقولهم « خذ هذا لا غَيْرُ » وهو في الأصل مضاف والأصل لا غيره ، لكن لما قطع عن الإضافة بني على الضم مثل قبل وبعد. وتكون غَيْر بمعنى سوى نحو ( هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللهِ ) وتكون بمعنى إلا كقوله تعالى : ( غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ ). وقولهم « لا إله غَيْرُ الله » مرفوع لأنه خبر لا ، ويجوز نصبه على لا إله إلا هو.
باب ما أوله الفاء
( فأر )
تكرر في الحديث ذكر الفَأْر ، وهو جمع فَأْرَة كتمر وتمرة يهمز ولا يهمز ، يقع على الذكر والأنثى.
وَفِيهِ « الْفَأْرَةُ مِنَ الْمُسُوخِ ».
وفَأْرَةُ البيت هي الفويسقة التي أمر النبي صلى الله عليه وآله بقتلها في الحل والحرم ، وأصل الفسق الخروج عن الطاعة والاستقامة ، وبه سمي العاصي فاسقا ، وسميت الفأرة فويسقة لخبثها ، وقيل لخروجها عن الحرمة في الحل والحرم أي لا حرمة لها بحال. وقيل سميت بذلك لأنها عمدت إلى حبال سفينة نوح فقطعتها. والفَأْرُ نوعان جِرْذَان وفِئْرَان ، وكلاهما له حاسة السمع والبصر ، وليس في الحيوانات أفسد من الفَأْرِ ولا أعظم أذى منه ، لأنه لا يأتي على شيء إلا أهلكه وأتلفه. وفِيهِ « لَا بَأْسَ بِالصَّلَاةِ فِي فَأْرَةِ الْمِسْكِ ».
فَأْرَةُ المسك أي نافجته.
( فتر )
قوله تعالى : ( عَلى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ ) [ ٥ / ١٩ ] أي على سكون وانقطاع من الرسل ، لأن النبي صلى الله عليه وآله بعث بعد انقطاع الرسل ، لأن الرسل كانت إلى وقت رفع عيسى عليه السلام متواترة. وفَتْرَة ما بين عيسى ومحمد صلى الله عليه وآله ـ على ما نقل ـ ستمائة