باب ما أوله القاف
( قبر )
قوله تعالى : ( ثُمَّ أَماتَهُ فَأَقْبَرَهُ ) [ ٨٠ / ٢١ ] أي جعله ذا قبر يوارى فيه وسائر الحيوانات تلقى على وجه الأرض ، فالقَبْرُ مما أكرم به الله بني آدم ، وجمعه قُبُور ومَقْبَرَة مثلثة الباء ، يقال أَقْبَرْتُ الميتَ : أمرت أن يدفن أو جعلت له قبرا ، وقَبَرْتُ الميت من بابي قتل وضرب دفنته. ومنه الْحَدِيثُ « نَهَى عَنِ الصَّلَاةِ فِي الْمَقْبَرَةِ » (١).
هي موضع دفن الموتى. قيل وإنما نهى عنها لاختلاط ترابها بصديد الموتى ونجاستهم. وطين القَبْر إذا أطلق يراد به طين قَبْرِ الحسين عليه السلام. وفِي قَوْلِهِ : خَلُوقُ الْقَبْرِ يَكُونُ فِي ثَوْبِ الْإِحْرَامِ؟ فَقَالَ : « لَا بَأْسَ ».
يريد به قَبْر النبي صلى الله عليه وآله. قال بعض الأفاضل : خلوق القِبْر بكسر القاف وإسكان الباء الموحدة وهو المتخذ من قِبْرِ العود ، أي يكون في الخلط الغالب على سائر أخلاطه قِبْر العود. قال : وبعض لم يفرق ذلك فتح القاف وأراد به قَبْرَ النبي صلى الله عليه وآله وهو توهم. وقَبْرُ النبي بالمدينة. وقَبْرُ حمزة بن عبد المطلب عند جبل أحد في المدينة أيضا. ومَقَابِرُ قريش في بغداد معهم الكاظم والجواد عليه السلام. وفي الحديث ذكر العصفور والقُبَّرَة ، بضم القاف وتشديد الباء مفتوحة من غير نون والنون لغة ، واحدة القُبَّر هو ضرب من العصافير معروف ، ويقال القُنْبَرَاءُ بالنون مع المد.
وَفِي الْحَدِيثِ « الْقُبَّرَةُ كَثِيرَةُ التَّسْبِيحِ لِلَّهِ ، وَتَسْبِيحُهَا لِلَّهِ : لَعَنَ اللهُ مُبْغِضِي آلِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله » (٢).
__________________
(١) من لا يحضر ج ١ صلى الله عليه وآله ١٥٨.
(٢) سفينة البحار ج ٢ صلى الله عليه وآله ٤٩٩.