باب ما أوله الألف
( أبد )
فِي حَدِيثِ الْحَجِ : قَالَ لَهُ سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكٍ : أَرَأَيْتَ مُتْعَتَنَا هَذِهِ لِعَامِنَا هَذَا أَمْ لِلْأَبَدِ؟ قَالَ : لَا بَلْ لِأَبَدِ الْآبِدِ (١).
أي هذه لآخر الدهر ، والأَبَدُ : الدهر ، والجمع آبَادٌ مثل سبب وأسباب. والأَبَدُ : الدهر الطويل الذي ليس بمحدود. وإذا قلت « لَا أُكَلِّمُهُ أَبَداً » فَالْأَبَدُ هو من لدن تكلمت إلى آخر عمرك. والتَّأْبِيدُ : التخليد ، ومِنْهُ « اعْمَلْ لِدُنْيَاكَ كَأَنَّكَ تَعِيشُ أَبَداً ».
أي مخلدا إلى آخر الدهر. والأَبَدُ : الدوام ، ومنه يُجْزِي التَّحَرِّي أَبَداً : أي دائما. وأَبَدَ يَأْبِدُ بالكسر أُبُوداً : أقام به.
( أجد )
فِي الدُّعَاءِ « الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَجَدَنِي بَعْدَ ضَعْفٍ ».
أي قَوَّاني بعده. وقولهم « نَاقَةٌ أُجُدٌ » أي قوية.
( أحد )
قوله تعالى : ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) [ ١١٢ / ١ ] أي واحد ، فأبدل الواو همزة وحذفت الثانية. وقيل أصل أحد وحد فأبدلت الهمزة من الواو المفتوحة كما أبدلت من المضمومة في قولهم وجوه وأجوه ومن المكسورة كوشاح وإشاح ، ولم يبدلوا من المفتوحة إلا في حرفين أحد وامرأة أناة من الونى وهو الفتور. وقيل أَحَد بمعنى أول كما يقال يوم الأحد.
قِيلَ سَبَبُ نُزُولِ ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) هُوَ أَنَّ الْيَهُودَ جَاءُوا إِلَى الرَّسُولِ صلى الله عليه وآله فَقَالُوا لَهُ : مَا نِسْبَةُ رَبِّكَ؟ فَأَنْزَلَ اللهُ ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) إِلَى
__________________
(١) الكافي ج ٤ صلى الله عليه وآله ٢٤٦.