باب ما أوله الياء
( يسر )
قوله تعالى : ( يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ) [ ١ / ١٨٥ ] فَالْيُسْرُ الإفطار في السفر ، والعسر الصوم فيه. قوله تعالى : ( يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ ) [ ٥٤ / ١٧ ] أي سهلناه للتلاوة ، ولو لا ذلك ما أطلق العباد أن يلفظوا به ولا أن يسمعوه. قوله تعالى : ( ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ ) [ ٨٠ / ٢٠ ] أي يَسَّرَ إخراجه من الرحم. قوله تعالى ( فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى ) [ ٩٢ / ٥ ـ ٧ ]
قَالَ الشَّيْخُ أَبُو عَلِيٍّ رَحِمَهُ اللهُ : ( فَأَمَّا مَنْ أَعْطى ) مِمَّا آتَاهُ اللهُ ( وَاتَّقى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى ) أَيْ بِأَنَّ اللهَ يُعْطِي بِالْوَاحِدِ عَشْراً إِلَى أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ ، وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ فَمَا زَادَ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى قَالَ : لَا يُرِيدُ شَيْئاً مِنَ الْخَيْرِ إِلَّا يَسَّرَهُ اللهُ لَهُ.
ويقال الْيُسْرَى من الْيُسْرِ وهو سهولة عمل الخير ، والمعنى نوفقه للشريعة الْيُسْرَى ، وهي الحنيفية. قوله تعالى : ( إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ ) [ ٥ / ٩٠ ] الآية. الْمَيْسِرُ : القمار ، وقيل كل شيء يكون منه قمار فهو الْمَيْسِرُ حتى لعب الصبيان بالجوز الذي يتقامرون به لأنه يجزأ أجزاء ، فكأنه موضع التجزئة وكل شيء جزيته فقد يَسَرْتَهُ ، ويقال سمي مَيْسِراً لِتَيَسُّرِ أخذ مال الغير فيه من غير تعب ومشقة.
وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام « لَمَّا أَنْزَلَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ( إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ فَاجْتَنِبُوهُ ) قِيلَ : يَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله مَا الْمَيْسِرُ؟ قَالَ : كُلُّ مَا تُقُومِرَ بِهِ حَتَّى الْكِعَابُ وَالْجَوْزُ. قَالَ : فَمَا الْأَنْصَابُ؟ قَالَ : كُلُّ مَا ذَبَحُوهُ لِآلِهَتِهِمْ. قَالَ : فَمَا الْأَزْلَامُ؟