لشدتها على التشبيه ، أي رسوله الذي يتقدم. و « المِرْوَدُ » بالكسر : آلة معروفة يكتحل فيها ، والجمع المَرَاوِدُ والميم زائدة. وفي « رُوَيْدَكَ عَمْراً » قال الجوهري الكاف للخطاب لا موضع لها من الإعراب لأنها ليست باسم ، ورُوَيْدَ غير مضاف إليها ، وهو متعد إلى عمرو لأنه اسم سمي به الفعل يعمل عمل الأفعال. وتفسير رُوَيْدَ مهلا وتفسير رُوَيْدَكَ أمهل لأن الكاف إنما تدخله إذا كان بمعنى افعل دون غيره ، وإنما حركت الدال لالتقاء الساكنين ونصبت نصب المصادر ، وهو مصغر مأمور به ، لأن تصغير الترخيم من إرواد وهو مصدر أَرْوَدَ يُرْوِدُ ، وله أربعة أوجه : اسم للفعل ، وصفة ، وحال ، ومصدر. فالاسم نحو قولك « رُوَيْدَ عمرا » أي ارْوِدْ عمرا بمعنى أمهله ، والصفة نحو قولك « ساروا سيرا رُوَيْداً » ، والحال نحو قولك « سار القوم رُوَيْداً » لما اتصل بالمعرفة صار حالا لها ، والمصدر نحو قولك « رُوَيْدَ عمرٍو » كقوله عزوجل ( فَضَرْبَ الرِّقابِ ).
باب ما أوله الزأي
( زبد )
قوله تعالى : ( فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً ) [ ١٣ / ١٧ ] أي رفعه. و « الزَّبَدُ » بالتحريك من البحر وغيره كالرغوة. و « الزَّبْدُ » بسكون الباء : الرفد والعطاء ، ومِنْهُ « نَهَى عَنْ زَبْدِ الْمُشْرِكِينَ ».
أي عن قبول ما يعطونه. ومثله « إِنَّا لَا نَقْبَلُ زَبْدَ الْمُشْرِكِينَ ».
ومثله « أَبَى اللهُ لِي زَبْدَ الْمُشْرِكِينَ وَطَعَامَهُمْ ».
ويقال زَبَدَتِ الرجلُ زَبْداً من باب ضرب : أعطيته ومنحته. و « الزُّبْدُ » بالضم : ما يستخرج بالمخض من اللبن. قال في المصباح وأما لبن الإبل فلا يسمى ما يستخرج منه