باب ما أوله السين
( سبد )
فِي حَدِيثِ الْخَوَارِجِ « التَّسْبِيدُ فِيهِمْ فَاشٍ ».
وفِيهِ « وَعَلَامَتُهُمُ التَّسْبِيدُ ».
كأنه يريد به ترك التدهن وغسل الرأس. ومنه حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ « قَدِمَ مَكَّةَ مُسَبِّداً ».
والتَّسْبِيدُ : الحلق واستيصال الشعر. ومن أمثال العرب مَا لَهُ سَبَدٌ وَلَا لَبَدٌ (١)أي لا قليل ولا كثير. وعن الأصمعي السَّبَدُ من الشعر ، واللَّبَدُ من الصوف.
( سجد )
قوله تعالى : ( وَأَنَ الْمَساجِدَ لِلَّهِ ) قيل هي المَسَاجِدُ المعروفة التي يصلى فيها ( فَلا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً ) [ ٨٢ / ١٨ ] لا تعبدوا فيها صنما ، وقيل معناه الصلوات والسُّجُودُ لله ، وقيل المراد بقاع الأرض لِقَوْلِهِ عليه السلام « جُعِلَتْ لِيَ الْأَرْضُ مَسْجِداً ».
وقيل هي مواضع السُّجُودِ من الإنسان الجبهة والأنف والركبتان واليدان والرجلان واحدها مَسْجِدٌ ، وهذا هو المشهور والمروي عن أئمة الهدى (٢) ( فَلا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً ) لا تشركوا مع الله سبحانه غيره. قوله : ( وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرامِ ) [ ٢٢ / ٢٥ ] قيل المَسْجِدُ الحَرَامُ هو المسجد نفسه ، وقيل بل مكة كلها لقوله تعالى : ( سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ ) [ ١٧ / ١ ] وكان في مكة ، لأنه كان في بيت خديجة ، وقيل في الشعب ، وقيل في بيت أم هاني. قال بعض الأفاضل : ويتفرع على هذا عدم جواز بيع بيوت مكة وجواز سكنى
__________________
(١) مجمع الأمثال ج ٢ صلى الله عليه وآله ٢٧٠.
(٢) هذا مروي عن الإمام محمد الجواد عليه السلام ـ كما في مجمع البيان ج ٥ صلى الله عليه وآله ٣٧٤.