باب ما أوله الصاد
( صخد )
الصَّيْخُودُ واحد الصَّيَاخِيد ، وهو الصخرة الشديدة الصلبة
( صدد )
قوله تعالى : ( وَصَدَّها ما كانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللهِ ) [ ٣٧ / ٤٣ ] أي منعها من الإيمان عبادة الشمس ، من قولهم صَدَّهُ صَدّاً وصُدُوداً من باب قتل : صرفه ومنعه. قوله : ( إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ ) [ ٤٣ / ٥٧ ]
رُوِيَ عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ قَالَ : بَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله جَالِسٌ فِي أَصْحَابِهِ إِذْ قَالَ : إِنَّهُ يَدْخُلُ عَلَيْكُمُ السَّاعَةَ شَبِيهُ عِيسَى بْنِ مَرْيَمَ فَخَرَجَ بَعْضُ مَنْ كَانَ جَالِساً مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله لِيَكُونَ هُوَ الدَّاخِلُ ، فَدَخَلَ عَلِيُّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام فَقَالَ الرَّجُلُ لِبَعْضِ أَصْحَابِهِ : مَا رَضِيَ رَسُولُ اللهِ أَنْ فَضَّلَ عَلَيْنَا عَلِيّاً عليه السلام حَتَّى يُشْبِهَهُ بِعِيسَى بْنِ مَرْيَمَ وَاللهِ لَآلِهَتِنَا الَّتِي كُنَّا نَعْبُدُهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَفْضَلُ مِنْهُ ، فَأَنْزَلَ اللهُ فِي ذَلِكَ الْمَجْلِسِ ( وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ ) يَضِجُّونَ فَحَرَّفُوهَا ( يَصِدُّونَ وَقالُوا أَآلِهَتُنا خَيْرٌ أَمْ هُوَ ما ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنا عَلَيْهِ وَجَعَلْناهُ مَثَلاً لِبَنِي إِسْرائِيلَ ) (١).
وقرئ ( « يَصِدُّونَ » ) بكسر الصاد وضمها ، فمن كسر أراد يضجون وترتفع لهم جلبة فرحا وجذلانا وضحكا ، ومن قرأ بالضم فهو من الصُّدُودِ والإعراض عن الحق. قوله : ( الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ ) [ ٤٧ / ١ ] نزلت في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله الذين ارتدوا بعده وغصبوا أهل بيته حقهم وصدوا عن أمير المؤمنين بعد وفاة
__________________
(١) البرهان ج ٤ صلى الله عليه وآله ١٥١.