روى أحمد في مسنده ، حدّثنا حسين بن محمّد وأبو نعيم ، المعنى ، قالا : ثنا فطر ، عن أبي الطفيل قال : جمع عليّ الناس في الرحبة ، ثُمّ قال لهم : أنشد الله كلّ امرئ مسلم سمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول يوم غدير خمّ ما سمع لما قام. فقام ثلاثون من الناس ـ وقال أبو نعيم : فقام ناس كثير ـ فشهدوا حين أخذ بيده ، فقال للناس : « أتعلمون أنّي أولى بالمؤمنين من أنفسهم »؟ قالوا : نعم يا رسول الله. قال : « من كنت مولاه فهذا مولاه ، اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه » ، قال : فخرجت وكأنّ في نفسي شيئاً ، فلقيت زيد بن أرقم ، فقلت له : إنّي سمعت عليّاً يقول : كذا وكذا. قال : فما تنكر؟ قد سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول ذلك له (١). ورواه النسائي (٢).
قال ابن كثير : قال أبو بكر الشافعي : ثنا محمّد بن سليمان بن الحارث ، ثنا عبيد الله بن موسى ، ثنا أبو إسرائيل الملائي ، عن الحكم ، عن أبي سليمان المؤذّن ، عن زيد بن أرقم ، أنّ عليّاً أنشد الناس : من سمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول : « من كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه »؟ فقام ستّة عشر رجلاً ، فشهدوا بذلك ، وكنت فيهم.
وقال أبو يعلى ، وعبد الله بن أحمد في مسند أبيه : حدّثنا القواريري ، ثنا يونس بن أرقم ، ثنا يزيد بن أبي زياد ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : شهدت عليّاً في الرحبة يناشد الناس : أنشد الله من سمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول يوم غدير خمّ : « من كنت مولاه فعليّ مولاه » لما قام فشهد. قال عبد الرحمن : فقام اثنا عشربدريّاً ، كأنّي أنظر إلى أحدهم عليه سراويل ، فقالوا : نشهد أنّا سمعنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول يوم غدير خمّ : « ألست أولى
__________________
(١) مسند أحمد ٤ : ٣٧٠.
(٢) السنن الكبرى ٥ : ١٣٤.