قال : أهدي لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم طائر ، فوضع بين يديه فقال : « اللّهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي ». قال : فجاء عليّ فدقّ الباب ، فقلت : من ذا؟ فقال : أنا عليّ. فقلت إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على حاجة ، حتّى فعل ذلك ثلاثاً ، فجاء الرابعة ، فضرب الباب برجله فدخل ، فقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم : « ما حبسك »؟ فقال : قد جئت ثلاث مرّات فيحبسني أنس. فقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم : « ما حملك على ذلك »؟ قال : قلت : « كنت أحبّ أنْ يكون رجلاً من قومي » (١).
وقال أبو يعلى : ثنا أبو هاشم ، ثنا ابن فضيل ، ثنا مسلم الملائي ، عن أنس قال : أهدت أمّ أيمن إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم طيراً مشوياً ، فقال : « اللّهم ائتني بمن تحبّه يأكل معي من هذا الطير » ، قال أنس : فجاء عليّ فاستأذن ، فقلت : هو على حاجته ، فرجع ، ثُمّ عاد فاستأذن فقلت : هو على حاجته ، فرجع ، ثُمّ عاد فاستأذن ، فسمع النبيّ صلّى الله عليه وسلّم صوته ، فقال : « ائذن له » ، فدخل وهو موضوع بين يديه ، فأكل منه وحمد الله (٢).
وقد روي من حديث سفينة مولى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، فقال أبو القاسم البغوي وأبو يعلى الموصلي : حدّثنا القواريري ، ثنا يونس بن أرقم ، ثنا مطير بن أبي خالد ، عن ثابت البجلي ، عن سفينة مولى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال : أهدت امرأة من الأنصار [ إلى رسول الله ] طائرين بين رغيفين ، ولم يكن في البيت غيري وغير أنس ، فجاء رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، فدعا بغدائه ، فقلت : يا رسول الله ، قد أهدت لك امرأة من الأنصار هدية. فقدّمت الطائرين إليه ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : « اللّهم ائتني بأحبّ خلقك إليك وإلى رسولك ». فجاء عليّ بن أبى طالب ، فضرب الباب ضرباً خفيّاً ، فقلت :
__________________
(١ ـ ٢) اُنظر : البداية والنهاية ٧ : ٣٨٨ ـ ٣٨٩.