من هذا؟ قال : أبو الحسن. ثُمّ ضرب الباب ورفع صوته ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : « من هذا »؟ قلت : عليّ بن أبى طالب ، قال : « افتح له ». ففتحت له ، فأكل معه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من الطيرين حتّى فنيا (١).
وروى عن ابن عبّاس .. ، فقال عباد بن يعقوب : ثنا عيسى بن عبد الله بن محمّد بن عمر بن عليّ ، حدّثني أبي ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن عليّ قال : أهدي لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم طير يقال له : الحباري فوضعت بين يديه ـ وكان أنس بن مالك يحجبه ـ فرفع النبيّ صلّى الله عليه وسلّم يده إلى الله ثُمّ قال : « اللّهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكلّ معي هذا الطير ». قال فجاء عليّ فاستأذن ، فقال له أنس : إنّ رسول الله يعني على حاجته ، فرجع ، ثُمّ أعاد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الدعاء ، فرجع ، ثُمّ دعا الثالثة ، فجاء عليّ فأدخله ، فلمّا رآه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال : « اللّهم وإلي ». فأكلّ معه ، فلمّا أكل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، وخرج عليّ ، قال أنس : اتبّعت عليّاً فقلت : يا أبا الحسن ، استغفر لي ، فإنّ لي إليك ذنباً ، وإنّ عندي بشارة ، فأخبرته بما كان من النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ، فحمد الله واستغفر لي ، ورضي عنّي ، أذهب ذنبي عنده بشارتي إيّاه ، ومن حديث جابر بن عبد الله الأنصاري أورده ابن عساكر ، وقد روى أيضاً من حديث أبي سعيد الخدري ، وصحّحه الحاكم ، وقد جمع الناس في هذا الحديث مصنّفات مفردة ، منهم ، أبو بكر بن مردويه ، والحافظ أبو طاهر محمّد بن أحمد بن حمدان ، وكذلك أبي جعفر بن جرير الطبري المفسّر صاحب « التاريخ » (٢).
حديث السفينة :
قال ابن كثير : قال الحافظ أبو يعلى : حدّثنا سويد بن سعيد ، حدّثنا مفضّل بن
__________________
(١) اُنظر : البداية والنهاية ٧ : ٣٨٨ ـ ٣٨٩.
(٢) البداية والنهاية ٧ : ٣٨٩ ـ ٣٩٠.