التفسير من حديث مفضل بن صالح عن أبي ذر ، وقال : على شرط مسلم ... ورواه أيضاً الطبراني وأبو نعيم وغيرهما » (١).
وروى أحمد في فضائل الصحابة ، عن حنش الكناني قال : سمعت أبا ذر يقول : وهو آخذ بباب الكعبة من عرفني فأنا من قد عرفني ومن أنكرني فأنا أبو ذر ، سمعت النبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقول : إلا إنّ مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ومن تخلّف عنها هلك » (٢).
آية الإنذار وحديث الدار :
قال تعالى : ( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَْقْرَبِينَ * وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ ) (٣).
أخرج ابن إسحاق ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، وأبو نعيم ، كما في كنز العمّال ، عن عليّ قال : لمّا نزلت هذه الآية على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الاَْقْرَبِينَ ) دعاني رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال : يا عليّ! إنّ الله أمرني أنْ أنذر عشيرتي الأقربين ، فضقت بذلك ذرعا وعرفت أنّي مهما أباديهم بهذا الأمر أرى منهم ما أكره ، فصمت عليها حتّى جاءني جبريل فقال : يا محمّد! إنّك إنْ لم تفعل ما تؤمر به يعذّبك ربّك ، فاصنع لي صاعاً من طعام ، واجعل عليه رجل شاة ، واجعل لنا عسّاً من لبن ، ثُمّ اجمع لي بني عبد المطللب حتّى أكلّمهم وأبلّغ ما أمرت به ، ففعلت ما أمرني به ، ثُمّ دعوتهم له وهم يومئذ أربعون رجلاً يزيدون رجلا أو ينقصونه ، فيهم أعمامه : أبو طالب ، وحمزة ، والعبّاس ، وأبو لهب ، فلمّا اجتمعوا إليه دعاني بالطعام الذي صنعته لهم ، فجئت به ،
__________________
(١) فيض القدير ٥ : ٦٦٠.
(٢) فضائل الصحابة ٢ : ٧٨٥.
(٣) الشعراء : ٢١٤ ـ ٢١٦.