السَّبِيلاَ) (١).
وهذا يوجب علينا أنْ نحدّد مفهوم الصحابة وعمّن نأخذ ديننا ، وهناك سبب آخر يستدعي ذلك ، الآية الكريمة التي تقول : (يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاس بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُوْلَـئِكَ يَقْرَؤُونَ كِتَابَهُمْ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً) (٢).
وكذلك الحديث الشريف عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم « أئمتكم وفدكم إلى الله ، فانظروا مَن توفدون » (٣).
هذه الأمور كلّها تستدعي وبشكل ملحّ ، ان نقتحم هذه الدائرة التي ظلّت مغلقة أمام البحث والاقتراب منها ممنوع ، وهي دائرة الصحابة ; لأنّ القضيّة ليست عاطفيّة ، بل إنّها وقبل كلّ شيء متعلّقة بالفرد نفسه الذي سوف يسأل عن نفسه وعن دينه وعقيدته ، وكذلك عمّن اخذ دينه ، فلنحذر عزيزي القارئ أنْ نكون ممّن يقولون يوم القيامة : إنّا وجدنا آبائنا على أمّة وإنّا على آثارهم مقتدون ومهتدون ، بل لابدّ من البحث الشخصي في هذه المسألة حتّى نخرج عن دائرة التقصير.
فلننظر معاً بنظرة موضوعيّة ولو مختصرة إلى آيات القرآن العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
بعد هذه القراءة الموضوعيّة المختصرة ، فانّنا سوف نجد أنّ القرآن الكريم ، كما مدح في الصحابة فإنّه أيضاً قدح فيهم ، وكذلك في آيات عدّة هدّدهم ، وفي أخرى أخبر عن عواقب أمرهم ، وفي غيرها اتّهمهم بالنفاق ، وكذلك بنقض العهد ، إذن ، فالنتيجة أنّ الصحابة ليسوا من نوع واحد ، بل أنواع وأصناف ، نحدّدهم هنا في هذا البحث المتواضع بخمسة أنواع :
* النوع الأوّل من الصحابة : من كان من أهل بيت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأذهب
__________________
(١) الأحزاب : ٦٦ ـ ٦٧.
(٢) الإسراء : ٧١.
(٣) أخرجه الملا في سيرته كما في الصواعق المحرقة ٢ : ٤٤١.