الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً ، نزلت النصوص القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة تدلّ على عصمتهم وعدالتهم وتطهيرهم من الرجس والضلال ، وكذلك حثّت الآيات والأحاديث على متابعتهم والاقتداء بهم وأخذ الدين عنهم.
* النوع الثاني من الصحابة : لم يعصمهم الله سبحانه وتعالى ، وإنّما مدحهم وأكّد على عدالتهم وثبوتهم على نهج رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم والاقتداء به ، وعدم المخالفة عليه حتّى وفاتهم.
* النوع الثالث : من الصحابة : من انقلب على عقبيه بعد وفاة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وخالف أوامره ونقض عهده.
* النوع الرابع من الصحابة : المنافقون الذين كانوا مجهولين بين المسلمين منذ البداية ، وبقوا على نفاقهم إلى يوم الدين.
* النوع الخامس من الصحابة : أزواج النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم والذين عاشوا معه فترة دعوته وبعد وفاته ، والذين لم تنزل فيهم آية تدلّ على عصمتهم.
النوع الأوّل : أهل البيت عليهمالسلام :
قال تعالى في سورة الأحزاب : (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) (١).
يعتبر أيّ مصطلح لغوىّ حقيقة لغوية ، ما لم تأتِ قرينة تجعله حقيقة شرعيّة ، وإذا ما انتقل اللفظ إلى حقيقة شرعيّة فحينئذ ينصرف اللفظ في الدليل إلى الحقيقة الشرعيّة دون المعنى اللغوي.
فإنّه بعد الاعتراف بالحقيقة الشرعيّة ، وتأكيد القرائن من النصوص الشرعيّة عليها ، لا يجوز صرفها عن المعنى الشرعي إلى غيره ، كذلك يصير الإنسان المسلم من مجرّد سماعه لتلك الحقيقة الشرعيّة ، فإنّه ينصرف ذهنه فوراً إلى ذلك المعنى
__________________
(١) الأحزاب : ٣٣.