مخصوصة لها ، وأيضاً لفظة الغائط ، معناها المكان المنخفض ، صار لها حقيقة شرعيّة معيّنة ، كلّ تلك الألفاظ التي ذكرناها وغيرها كثير ، جاءت الآيات الكريمة صرفتها إلى معنى شرعيّ يعرف بالحقيقة الشرعيّة ، ولا تفهم تلك الحقيقة بالمعنى اللغوي ، بل بالمعنى الشرعيّ فقط.
ومن هذه الألفاظ التي لها حقيقة شرعيّة معيّنة من قبل الحقّ سبحانه وتعالى ، ولا يجوز صرف معناها إلى غير المعنى الشرعيّ الذي أراده الله لها ، هي لفظة أو مصطلح أهل البيت.
فأهل البيت كلمة لها معنى لغويّ ، وحقيقة لغوية تختلف عن معناها الشرعيّ ، وحقيقتها الشرعيّة ، وإذا كان هناك معنىً لغوياً ومعنىً شرعيّاً ، فإنّه دائماً يقدّم المعنى الشرعيّ والحقيقة الشرعيّة بلا خلاف.
ولذلك ، فإنّ الآية الشريفة التي ابتدأتُ بها البحث ، والتي تذكر أهل البيت عليهمالسلام ، لها حقيقة شرعيّة ، معها عشرات القرائن الشرعيّة ، والتي تحدّد معناها على أمر حسب ما أراد الله سبحانه وتعالى ، ولا يجوز فهمها بأىّ فهم سوى الفهم والمعنى الذي ارتضاه الله لتلك الكلمة ، فإنّ الحقائق الشرعيّة لا تنال ولا تفهم باجتهاد أو رأي أو قياس أو هوى ، بل بالتزام كامل وطاعة لله ورسوله ، وبالتالي نحافظ على تلك الحقيقة الشرعيّة من الضياع أو الطمس والإفناء.
وبالنظر إلى القرائن الشرعيّة ، نجد أنّ أهل البيت عليهمالسلام هم طائفة من البشر لهم صفات وميزات وسمات معيّنه ، ولهم تعريف خاص بهم ، ولهم علامات لا يستطيع البشر أنْ يعرفهم أو يميزهم إلاّ بها ، حتّى لا تختلط الحقائق ببعضها ، على شرط أنْ يكون المعرّف لهم هو النصّ القرآني أو الحديث الشريف ، مع بعض الحقائق العقليّة التي توجب لهم تلك المزايا والصفات.
وباستقراء الآيات والأدلّة والقرائن الشرعيّة ، نستطيع أنْ نحدّد أهل البيت الذين نزلت في حقّهم الآية : (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ