أصدق لهجة منها ، إلا أنْ يكون الذي ولدها. هذا حديث صحيح على شرط مسلم (١). وأورده الذهبي في سير أعلام النبلاء (٢).
وروى في الاستيعاب ، بسنده عن عائشة : ما رأيت أحدا كان أصدق لهجة من فاطمة ، إلاّ أنْ يكون الذي ولدها صلىاللهعليهوآلهوسلم (٣).
وإليك هذه الجملة الرابعة من الأحاديث المتعلّقة بالسيّدة الزهراء عليهاالسلام ، والتي أرجو منك النظر إليها بدقّة وإنصاف ، لعلّك تصل إلى الحقيقة ، من أجل معرفة موقعيّة الزهراء عليهاالسلام.
ولا يغرنك بعض من يدّعي العلم والمعرفة ، من أمثال ابن تيمية الذي قال : بأنّ هذا الحديث في المجموعة التي سوف نذكرها الآن ليس له أصل في كتب أهل السنّة ، فإنّنا في هذا المقام سنبيّن لك عزيزي القارئ ، أنّ هذا الحديث موجود ، وله أصل في كتب أهل السنّة ، وبأسانيد متعدّدة وصحّحه أكثر علماء الحديث عندهم ، وإليك شيئاً من التفصيل عن هذا الحديث ، الذي يبيّن خطورة غضب السيّدة فاطمة عليهاالسلام ، وإنّ غضبها من غضب الله ، وإنّ محاولات بعض الجهّال لطمس هذا الحديث ، ما هي إلاّ حالة دفاع عمّن أغضب السيّدة الزهراء وآذاها ، وذلك لكونه يشكّل خطورة كبيرة ، ويشكّل فضحاً واضحاً لكثير ممّن نالوا هالة قدسيّة عظيمة عند ابن تيمية وأمثاله ، فبدلاً من اتّباع أمر الله واتّباع كلام رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الذي هو وحي يوحى ، حاول أولئك الجهال نفي خبر الوحي الذي يبيّن خطورة وعظمة السيّدة فاطمة عليهاالسلام ، مقابل رفع شأن من لم يرفع الله شأنهم.
وهذا الحديث في رأيي ، يشكّل خطّاً فاصلاً ، وحدّاً واضحاً ، بين الإيمان والنفاق ، ويحدّد مصير كلّ من أغضب الله من إغضاب السيّدة الزهراء عليهاالسلام ، لكنّ
__________________
(١) المستدرك على الصحيحين ٣ : ١٦٠ ـ ١٦١.
(٢) سير أعلام النبلاء ٢ : ١٣١.
(٣) الاستيعاب ٤ : ١٨٩٦.