أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، فقالوا : إنْ لقينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أخبرناه بما صنع عليّ. وكان المسلمون إذا رجعوا من سفر بدأوا برسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، فسلّموا عليه ، ثُمّ انصرفوا إلى رحالهم ، فلمّا قدمت السريّة سلموا على النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ، فقام أحد الأربعة فقال : يا رسول الله ، ألم تر إلى عليّ بن أبي طالب صنع كذا وكذا ، فأعرض عنه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، ثُمّ قام الثاني فقال مثل مقالته ، فأعرض عنه ، ثُمّ قام إليه الثالث فقال مثل مقالته فأعرض عنه ، ثُمّ قام الرابع فقال مثل ما قالوا ، فأقبل إليهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم والغضب في وجهه فقال : ما تريدون من عليّ ، ما تريدون من عليّ ، إنّ عليّاً منّي وأنا منه ، وهو وليّ كلّ مؤمن من بعدي » (١).
وروى أحمد في مسنده ، من طريق الأجلح الكندي ، عن ابن بريدة ، عن أبيه قال : بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعثين إلى اليمن ، على أحدهما عليّ ، والآخر خالد ، فقال : إذا التقيتما فعليّ على الناس ، وإنْ افترقتما فكلّ منكم على جنده ، فلقينا بني زيد من أهل اليمن ، فاقتتلنا ، فظهر المسلمون ، فسبوا ، فاصطفى عليّ امرأة من السبي لنفسه ، فكتب خالد إلى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بذلك ، فلمّا أتيت النبيّ دفعت الكتاب ، فقرئ عليه ، فرأيت الغضب في وجهه ، فقلت : يا رسول الله ، هذا مكان العائذ بك ، فقال : لا تقع في عليّ فإنّه منّي وأنا منه ، وهو وليّكم بعدي.
الأجلح الكندي وثّقه الجمهور وبقيّة رجاله رجال الصحيح.
وروى الترمذي ، والنسائي من حديث عمران بن الحصين ، في قصّة طويلة مرفوعاً : « ما تريدون من عليّ ، إنّ عليّاً منّي وأنا منه وهو وليّ كلّ مؤمن من بعدي ».
__________________
(١) السنن الكبرى ٥ : ١٣٢ ـ ١٣٣.