يضرّ وينفع ، فقال عمر : أعوذ بالله أنْ أعيش في قوم لست فيهم يا أبا الحسن (١).
عمر يردّ جهالاته إلى السنّة ويحتكم إلى عليّ :
روى البيهقي في سننه ، بسنده عن الشعبي ، قال : أتي عمر بن الخطّاب بامرأة تزوّجت في عدّتها ، فأخذ مهرها ، فجعله في بيت المال ، وفرّق بينهما ، وقال : لا يجتمعان وعاقبهما ، قال : فقال عليّ رضياللهعنه : ليس هكذا ... ولكن يفرّق بينهما ، ثمّ تستكمل بقيّة العدّة من الأوّل ، ثمّ تستقبل عدّة أخرى ، وجعل لها عليّ رضياللهعنه المهر بما استحلّ من فرجها ، قال : فحمد الله عمر ، وأثنى عليه ، ثمّ قال : يا أيّها الناس ، ردّوا الجهالات إلى السنّة (٢).
وفي رواية المحبّ الطبري في رياضه عن مسروق ، ولفظه : أنّ عمر أتى بامرأة قد نكحت في عدّتها ، ففرّق بينهما ، وجعل مهرها في بيت المال ، وقال : لا يجتمعان أبداً ، فبلغ عليّاً فقال : إنْ كان جهلاً فلها المهر بما استحلّ من فرجها ، ويفرّق بينهما ، فإذا انقضت عدّتها فهو خاطب من الخطّاب ، فخطب عمر وقال : ردّوا الجهالات إلى السنّة ، فرجع إلى قول عليّ (٣).
أخرج ابن عساكر في تاريخ دمشق ، أنّ رجلين أتيا عمر بن الخطّاب ، وسألاه عن طلاق الأمة ، فقام معهما ، فمشى حتّى أتى حلقة في المسجد فيها رجل أصلع ، فقال : أيّها الأصلع ، ما ترى في طلاق الأمة؟ فرفع رأسه إليه ، ثمّ أومأ إليه بالسبّابة والوسطى ، فقال لهما عمر : تطليقتان. فقال أحدهما : سبحان الله! جئناك وأنت أمير المؤمنين ، فمشيت معنا حتّى وقفت على هذا الرجل فسألته؟ فرضيت منه أنْ أومأ إليك؟ فقال لهما : ما تدريان من هذا؟ قالا : لا. قال : هذا عليّ بن أبي
__________________
(١) المستدرك على الصحيحين ١ : ٤٥٧.
(٢) السنن الكبرى ٧ : ٤٤٢.
(٣) الرياض النضرة ٢ : ١٤١.