بمكّة ، فقلت له : ... فمن أين أعتمر؟ قال ائت عليّ بن أبي طالب فسله ، فأتيته فسألته ، فقال لي : من حيث ابتدأت ـ يعني : ميقات أرضه ـ قال : فأتيت عمر فذكرت له ذلك ، فقال : ما أجد لك إلاّ ما قال ابن أبي طالب (١).
عمر لا يعرف حكم الصلاة وهو جنب :
عن كنز العمّال للمتّقي ، عن القاسم بن أبي إمامة ، قال : صلّى عمر بالناس وهو جنب ، فأعاد ولم يُعد الناس ، فقال له عليّ : قد كان ينبغي لمن صلّى معك أنْ يعيدوا ، فرجعوا إلى قول عليّ. قال القاسم : وقال ابن مسعود مثل قول عليّ قال المتقي : أخرجه عبد الرزّاق ، والبيهقي (٢).
عمر يبرّر جهله بسنّة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم :
عن كنز العمّال أيضاً ، عن ابن عمر ، قال : قال عمر بن الخطّاب لعليّ بن أبي طالب : يا أبا الحسن ، ربّما شهدت وغبنا ... ، ثلاث أسألك عنهنّ ، هل عندك منهنّ علم؟ قال عليّ : وما هنّ؟ قال : الرجل يحبّ الرجل ولم يرَ منه خيراً ، الرجل يبغض الرجل ولم يرَ منه شرّاً ، قال عليّ : نعم ، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : إنّ الأرواح في الهواء جنود مجنّدة تلتقي فتشام ، فما تعارف منها ائتلف ، وما تناكر منها اختلف. قال : واحدة ، والرجل يتحدّث بالحديث نسيه أوذكره ، قال عليّ : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول : « ما من القلوب قلب إلاّ وله سحابة كسحابة القمر ، بينا القمر يضيء إذعلته سحابة فأظلم إذ تجلّت. قال عمر : اثنتان ، والرجل يرى الرؤيا ، فمنها ما تصدّق ومنها ما تكذب ، قال : نعم ، سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول : ما من عبد ولا أمة ينام فيستثقل نوماً إلا ويعرج بروحه في العرش ، فالتي لا تستيقظ إلا عند العرش ، فتلك الرؤيا التي تصدّق ، والتي
__________________
(١) المحلّى ٧ : ٧٦ ـ ٧٧.
(٢) كنز العمّال ٨ : ١٧٢.