حتّى استيقظ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، لشدّة صوته بالتكبير ، فلمّا استيقظ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم شكوا إليه الذي أصابهم. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : « لا ضير ، ارتحلوا » (١).
وعن أبي هريرة قال : « أقيمت الصلاة وعدّلت الصفوف قياماً ، فخرج إلينا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فلمّا قام في مصلاه ذكر أنّه جنب ، فقال لنا : مكانكم ، ثُمّ رجع فاغتسل ، ثُمّ خرج إلينا ورأسه يقطر ، فكبّر فصلينا معه » (٢).
وفي صحيحي البخاري ومسلم ، عن أبي هريرة أيضاً « صلّى بنا النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم الظهر ركعتين ثُمّ سلّم ، ثُمّ قام إلى خشبة في مقدم المسجد ، ووضع يده عليها وفي القوم يومئذ أبو بكر وعمر ، فهابا أنْ يكلّماه ، وخرج سرعان الناس ، فقالوا : قصرت الصلاة؟ وفي القوم رجل كان النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم يدعوه ذا اليدين ، فقال : يا نبي الله ، أنسيت أم قصرت؟ فقال : لم أنس ولم تقصر ، قالوا : بل نسيت يا رسول الله ، قال : صدق ذو اليدين » (٣).
اّن ، النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ينسى ويسهو حسب ادّعاء أبي هريرة في الأحاديث السابقة ، بينما نجد في الروايات عن أبي هريرة أنّه لا ينسى ، وإليك هذه الرواية في صحيح البخاري ، عن أبي هريرة قال : قلت : « يا رسول الله ، إنّي أسمع منك حديثاً كثيراً أنساه؟ قال : « أبسط رداءك « فبسطته ، قال : فغرف بيديه ، ثُمّ قال » ضمّه « فضممته ، فما نسيت شيئاً بعده » (٤).
والسؤال المهم هنا الذي يطرح نفسه : إذا كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عنده القدرة
__________________
(١) صحيح مسلم ٢ : ١٤١ ـ ١٤٢.
(٢) صحيح البخاري ١ : ٧٢.
(٣) صحيح البخاري ٧ : ٨٥ ، واُنظره باختلاف يسير في صحيح البخاري ٢ : ٦٦ ، صحيح مسلم ٢ : ٨٦.
(٤) صحيح البخاري ١ : ٣٨.