الناس إليّ ، وأيم الله ، إنّ هذا لها لخليق ـ يريد أسامة بن زيد ـ وأيم الله ، إنْ كان لأحبّهم إليّ من بعده ، فأوصيكم به فإنّه من صالحيكم » (١).
روى البخاري في صحيحه ، حدّثنا مسدّد ، حدّثنا يحيى بن سعيد ، حدّثنا سفيان بن سعيد ، حدّثنا عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر قال أمّر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أسامة على قوم فطعنوا في إمارته. فقال : « إنْ تطعنوا في إمارته فقد طعنتم في إمارة أبيه من قبله ، وإيم الله لقد كان خليقاً للإمارة ، وإنْ كان من أحبّ الناس إليّ وإنّ هذا لمن أحبّ الناس إليّ بعده » (٢).
روى في الطبقات الكبرى : أمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الناس بالتهيؤ لغزو الروم ، فلمّا كان من الغد دعا أسامة بن زيد فقال : « سر إلى موضع مقتل أبيك فأوطئهم الخيل ، فقد ولّيتك هذا الجيش ، فأغر صباحاً على أهل أبنى ، وحرّق عليهم ، وأسرع السير تسبق الأخبار ، فإنْ ظفرك الله فأقلل اللبث فيهم ، وخذ معك الأدلاّء وقدّم العيون والطلائع أمامك ». فلمّا كان يوم الأربعاء بُدىء برسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، فحمّ وصدع ، فلمّا أصبح يوم الخميس ، عقد لأسامة لواء بيده ثمّ قال : « اغز بسم الله في سبيل الله ، فقاتل من كفر بالله ، فخرج بلوائه وعقودا ، فدفعه إلى بريدة بن الحصيب الأسلمي ، وعسكر بالجرف ، فلم يبقَ أحد من وجوه المهاجرين الأوّلين والأنصار إلا انتدب في تلك الغزوة ، فيهم أبو بكر الصدّيق ، وعمر بن الخطّاب ، وأبو عبيدة بن الجرّاح ، وسعد بن أبي وقّاص ، وسعيد بن زيد ، وقتادة بن النعمان ، وسلمة بن أسلم بن حريش ، فتكلّم قوم وقالوا : يستعمل هذا الغلام على المهاجرين الأوّلين ، فغضب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم غضباً شديداً ، فخرج وقد عصّب على رأسه عصابة ، وعليه قطيفة ، فصعد
__________________
(١) صحيح مسلم ٧ : ١٣١.
(٢) صحيح البخاري ٥ : ٨٤.