وسلّم فقال : « إنّما يكفيك أنْ تصنع هكذا ». فضرب بكفّه ضربة على الأرض ، ثمّ نفضها ، ثمّ مسح بها ظهر كفّه بشماله ، أو ظهر شماله بكفّه ، ثمّ مسح بها وجهه؟ فقال عبد الله : أفلم ترَ عمر لم يقنع بقول عمّار؟ وزاد يعلى : عن الأعمش ، عن شقيق : كنت مع عبد الله وأبي موسى ، فقال أبو موسى : ألم تسمع قول عمّار لعمر : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعثني أنا وأنت ، فأجنبت ، فتمعّكت بالصعيد ، فأتينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فأخبرناه ، فقال : « إنّما كان يكفيك هذا » ومسح وجهه وكفّيه واحدة (١)؟
وروى أبو داود : حدّثنا محمّد بن سليمان الأنباري ، أخبرنا أبو معاوية الضرير ، عن الأعمش ، عن شقيق قال : « كنت جالساً بين عبد الله وأبي موسى ، فقال أبو موسى : يا أبا عبد الرحمن ، أرأيت لو أنّ رجلاً أجنب فلم يجد الماء شهراً أما كانت يتيمم؟ قال : لا ، وإنْ لم يجد الماء شهراً. فقال أبو موسى : فكيف تصنعون بهذه الآية التي في سورة المائدة : ( فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا )؟ فقال عبد الله : لو رخص لهم في هذا لأوشكوا إذا برد عليهم الماء أنْ يتيمموا بالصعيد. فقال له أبو موسى : وإنّما كرهتم هذا لهذا؟ قال نعم. فقال له أبو موسى : ألم تسمع قول عمّار لعمر : بعثني رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في حاجة ، فأجنبت فلم أجد الماء ، فتمرغت في الصعيد كما تتمرغ الدابة ، ثمّ أتيت النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ، فذكرت ذلك له ، فقال : « إنما كان يكفيك أنْ تصنع هكذا » فضرب بيده على الأرض فنفضها ، ثمّ ضرب بشماله على يمينه وبيمينه على شماله على الكفين ، ثمّ مسح وجهه. فال له عبد الله : أفلم تر عمر لم يقنع بقول عمار (٢).
روى مسلم في صحيحه : عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى ، عن أبيه : أنّ
__________________
(١) صحيح البخاري ١ : ٩٠ ـ ٩١ ، صحيح مسلم ١ : ١٩٢ ـ ١٩٣.
(٢) سنن أبي داود ١ : ٨١.