وما بين السماء إلى الكرسي مسيرة خمسمائة عام ، وما بين الكرسي والماء مسيرة خمسمائة عام ، والعرش على الماء ، والله فوق العرش ، وهو يعلم ما أنتم عليه (١).
وقال السيوطيّ في الدرّ المنثور : وأخرج أحمد ، وعبد بن حميد ، والدارقطني ، عن جابر ، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم : « إنّ الله ليتجلّى للناس عامّة ، ويتجلّى لأبي بكر خاصّة » (٢).
وقالوا حملة العرش حيوانات كما في التوراة :
قال ابن ماجة : حدّثنا محمّد بن يحيى ، ثنا محمّد بن الصباح ، ثنا الوليد بن أبي ثور الهمداني ، عن سماك ، عن عبد الله بن عميرة ، عن الأحنف بن قيس ، عن العبّاس بن عبد المطّلب قال : كنت بالبطحاء في عصابة وفيهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، فمرّت به سحابة ، فنظر إليها فقال : ما تسمّون هذه؟ قالوا السحاب ، قال : والمزن؟ قالوا : والمزن ، قال : والعنان؟ قال أبو بكر : والعنان. قال : كم ترون بينكم وبين السماء؟ قالوا : لا ندري ، قال : « فإنّ بينكم وبينها إمّا واحداً أو اثنين أو ثلاثاً وسبعين سنة ، والسماء فوقها كذلك ، حتّى عدّ سبع سموات ، ثمّ فوق السماء السابعة بحر بين أعلاه وأسفله كما بين سماء إلى سماء ، ثمّ فوق ذلك ثمانية أو عال بين اظلافهنّ وركبهنّ كما بين سماء إلى سماء ، ثمّ على ظهورهنّ العرش ، بين أعلاه وأسفله كما بين سماء إلى سماء ، ثمّ الله فوق ذلك تبارك وتعالى » (٣).
روي في فردوس الأخبار للديلمي ، عن العبّاس بن عبد المطلب : ( وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذ ثَمَانِيَةٌ ) (٤) : ثمانية أملاك في صورة الأوعال ، ما بين ظلف
__________________
(١) الدرّ المنثور ١ : ٤٤.
(٢) الدرّ المنثور ٦ : ٢٩١.
(٣) سنن ابن ماجة ١ : ٦٩.
(٤) الحاقة : ١٧.