أحدهم وركبته مسيرة خمسمائة عام (١).
جاء في التمهيد لابن عبد البرّ ، عن عروة بن الزبير رضياللهعنه قال : حملة العرش أحدهم على صورة إنسان ، والثاني على صورة ثور ، والثالث على صورة نسر ، والرابع على صورة أسد (٢).
روي في تفسير الطبري ، عن شعيب الجبائي قال : في كتاب الله الملائكة حملة العرش ، لكلّ ملك منهم وجه إنسان ، وثور ، وأسد ، فإذا حرّكوا أجنحتهم فهو البرق (٣).
عزيزي القارئ ، لقد ذكرت لك جملة يسيرة من أحاديث التجسيم والتشبيه ، وما تركته هو أكثر بكثير من ذلك ، وأيضاً تركت لك آراء العلماء عند أهل السنّة لكي تراجعها خصوصا رأي ابن تيمية وغيره ، المهم أنْ تعرف أنّ موضوع التجسيم قد بدأ في عصر مبكّر ، وأكثر من روى في ذلك عمر بن الخطّاب الذي عيّن كعب الأحبار قصّاصا يقصّ على المسلمين ما هو موجود في التوراة ، ثمّ أبا هريرة الذي تتلمذ على يدي كعب الأحبار ، والذي كان ينقل الروايات عنه وينسبها إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وبذلك انتشر التجسيم والتشبيه بين أهل السنّة ، فيكون إذن حديث اتّباع الأمم السابقة من اليهود والنصارى في موضوع التجسيم حاصلاً ومنطبقاً عند أهل السنّة ، ويكونون بذلك قد خالفوا الآيات الشريفة المذكورة في بداية البحث ، ولم ينزّهوا الله سبحانه وتعالى عن المكان والجسميّة والزمان ، وتعالى الله عمّا يقول الظالمون علوّا كبيراً.
__________________
(١) الفردوس بمأثور الخطّاب ٤ : ٤١٣.
(٢) التمهيد ٤ : ٩.
(٣) تفسير الطبري ١ : ٢٢١.