الرسالة ومرتبة النبوّة فليراجع كتب الصحاح ، كالبخاري ومسلم ، أنّ النبيّ الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم يسهو في صلاته ، وكان ينام عن صلاة الفجر ، وكان لا يحفظ القرآن ، وكان يؤذي ويسبّ ويشتم من دون سبب ، وكان وكان وغير ذلك ...
ثُمّ أضف إلى ذلك أنهّم اتهّموه صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه كان قبل البعثة بأكلّ ممّا ذبح على النصب ، وأنّه كان يقوم عند الكعبة عرياناً ، وقد ذكرت لك عدّة روايات تتعلّق بهذه التهم في الصفحات السابقة.
ولكنّ المتعارف عليه عند جميع طوائف المسلمين أنّ النبيّ الأكرم كان نبيّاً وآدم بين الماء والطين ، وأيضاً كان معروفا بمكّة أنّه الصادق الأمين ، وحتّى أنّه روي في صحاح أهل السنّة ومسانيدهم قصّة شرح صدر النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وغسل قلبه وهو طفل صغير.
روى الحاكم في مستدركه ، عن عتبة بن عبد السلمي : أنّ رجلاً سأل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : كيف كان أول شأنك يا رسول الله؟ قال : « كانت حاضنتي من بني سعد بن بكر ، فانطلقت أنا وابن لها في بهم لنا ، ولم نأخذ معنا زاداً ، فقلت : يا أخي ، اذهب فأتنا بزاد من عند أمّنا. فانطلق أخي ، وكنت عند البهم. فأقبل طيران أبيضان ، كأنّهما نسران. فقال أحدهما لصاحبه : أهو هو؟ قال : نعم ، فاقبلا يبتدراني فأخذاني فبطحاني للقفا ، فشقا بطني ، ثُمّ استخرجا قلبي ، فشقّاه فأخرجا منه علقتين سوداوين ، فقال أحدهما لصاحبه : حصه ـ يعني : خطه ـ واختتم عليه بخاتم النبوّة فقال أحدهما لصاحبه : اجلعه في كفة ، واجعل ألفاً من أمّته في كفّة. فإذا أنا أنظر إلى الألف فوقي ، أشفق أنْ يخرّوا عليّ. فقالا : لو أنّ أمّته وزنت به لمال بهم. ثُمّ انطلقا وتركاني. وفرقت فرقاً شديداً. ثُمّ انطلقت إلى أمّي فأخبرتها بالذي رأيت. فأشفقت أنْ يكون قد التبس بي. فقالت : أعيذك بالله. فرحّلت بعيراً لها ، فجعلتني على الرحل ، وركبت خلفي حتّى بلغنا أمّي. فقالت : أديّت أمانتي وذمّتي ،