حدّثني محمّد بن عبد الله بن قيس بن مخرمة ، عن الحسن بن محمّد بن عليّ ، عن جدّه عليّ بن أبى طالب رضي الله تعالى عنه قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول : « ما هممت بما كان أهل الجاهليّة يهمّون به إلا مرّتين من الدهر ، كلاهما يعصمني الله تعالى منهما. قلت ليلة لفتى كان معي من قريش في أعلى مكّة ، في أغنام لأهلها ترعى : « أبصر لي غنمي حتّى أسمر هذه الليلة بمكّة ، كما تسمر الفتيان ».
قال : نعم.
فخرجت فلمّا جئت أدنى دار من دور مكّة ، سمعت غناء وصوت دفوف وزمر.
فقلت : ما هذا؟
قالوا : فلان تزوّج فلانة ، لرجل من قريش تزوّج امرأة.
فلهوت بذلك الغناء والصوت ، حتّى غلبتني عيني ، فنمت ، فما أيقظني إلا مسّ الشمس ، فرجعت ، فسمعت مثل ذلك.
فقيل لي مثل ما قيل لي.
فلهوت بما سمعت ، وغلبتني عيني ، فما أيقظني إلا مسّ الشمس ، ثُمّ رجعت إلى صاحبي.
فقال : ما فعلت؟
فقلت : « ما فعلت شيئاً ».
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : « فوالله ما هممت بعدها أبداً بسوء ممّا يعمل أهل الجاهلية ، حتّى أكرمني الله تعالى بنبوّته » (١).
__________________
(١) المستدرك ٤ : ٢٤٥ ، واُنظر : كنز العمّال ١١ : ٤٥٤ ، ١٢ : ٤٠٥.