ويحفظ عليهم ما كانوا يفعلون ويستفتون فيفتون (١) وهذا يناقض موقف أهل السنة من حصر العصمة في النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله.
موقف الشيعة من السنة النبوية :
إذا كان هذا حال الأمة المنتسبة إلى السنة وهم الجمهور الأعظم من المسلمين ، ولكن كان حال ائمة الشيعة وقادتهم ومتابعيهم على خلاف ذلك فهم لم يتقاعسوا عن أداء الواجب بل عمدوا الى ضبط سنة النبي دقيقا وجليلها ، فهذا أمير المؤمنين كتب ما أملى عليه رسول الله ، في حقوق الحلال والحرام والعزائم والرخص عند ما قال له رسول الله : يا علي ، اكتب ما املي عليك قلت يا رسول الله أتخاف علي النسيان؟ قال : لا وقد دعوت الله ـ عزوجل ـ ان يجعلك حافظا ولكن اكتب لشركائك الأئمة من ولدك بهم تسقى أمتي الغيث وبهم يستجاب دعاؤهم وبهم يصرف الله عن الناس البلاء وبهم تنزل الرحمة من السماء وهذا أولهم وأشار الى الحسن. ثم قال : وهذا ثانيهم وأشار الى الحسين عليهالسلام قال : والأئمة من ولده (٢).
وقد ورث هذا الكتاب ائمة أهل البيت عليهمالسلام واحدا بعد واحد فيصدرون عنه ، وهذا هو العذافر الصيرفي ، قال : كنت مع الحكم بن عتيبة عند أبي جعفر عليهالسلام ، فكان يسأله وكان أبو جعفر عليهالسلام له مكرما ، فاختلفا في شيء ، فقال أبو جعفر عليهالسلام هذا خط علي عليهالسلام وإملاء رسول الله صلىاللهعليهوآله واقبل على الحكم ، وقال : يا أبا محمد اذهب أنت وسلمة وأبو المقداد حيث شئتم يمينا وشمالا فو الله لا تجدون العلم أوثق منه عند قوم كان ينزل عليهم جبرئيل (٣).
__________________
(١) ابن سعد : الطبقات الكبرى ٢ ـ ٣٧٦.
(٢) القندوزي : ينابيع المودة ، ص ٢٠.
(٣) النجاشي : الرجال ، ٢ ـ ٢٦٠ برقم ـ ٩٦٧ ذكره في ترجمة محمد بن عذافر الصيرفي نقلا عن « عذافر » ننشأ فلاحظ.